تقول الحكمة الشعبية القديمة «من أهمل داره، قل مقداره!»، ذلك هو واقع الأحوال في العالم الواسع عبر قاراته وأوطانه ومواطنيه، ولمن له فيها دار تؤويه ومن يتبعه ويتحمل أمانته أفرادا وجماعات تختلف بينهم مناحي الحياة والكوارث، والحالات! والكل يحرص على الحفاظ على أمان داره ليحترم الآخرون مقداره ويعززون أطواره، إن كان خيرا زاد خيره، وإن كان شرا تدافعت جموعه للحماية والرعاية والوقاية، كما هي أحوال كوارث العالم البيئية والصحية والأمنية هذه الأيام في مواجه الفيروس المنتشر وعيون مكافحيه لا تنام!
ومع كل ذلك ووسط ضجيج الأوطان وحماسة الشجعان لنصرتها وحمايتها، لاتزال أيادي وعقول العبث المخرب لذلك الأمن والأمان والتي تستهدف بعثرة المستقر والمسالم من الأوطان لجرهم إلى تفكيك الأوطان وتشريد أهلها للتمكن منها وافتراسها وأصبح الخوف هو سلاح من يقاوم لتعزيز مقداره، إما سلما أو تمردا وغوغاء، تحكم وتتحكم في العالم كافة، لفرز مصالحها الشيطانية للقهر والسيطرة على «الدار والمقدار بفعل فاعل والناس نيام»!
ولايزال إعلان الرخاء والرفاهية يتحكم بالعالم الغلبان بالذات والسطحي والسلبي ليتم سلبه الإرادة وليست أمتنا عن هذا ببعيد، فقدنا فيها مشاعر العزة والكرامة، والفزعة الصادقة لتعزيز موقع الدار والمقدار وهبوط راية وشعار العزة والكرامة كما نادى بها ولها مفكرون وزعماء وحكام زمان السلام والمسالمة الصلبة لرعاية الدار والمقدار للعالمين العربي والديانات السماوية الكتابية يدا بيد للحفاظ على دارهم ومقدارهم كتجربة د.مهاتير محمد مع مملكة ماليزيا، وكما في تجارب سنغافورة ودول النمور الصفر، والصين وجيرانها ممن تبنوا نظريات تعزيز «الدار والمقدار أبهروا بها العالم المتقدم»، كما سبقتهم كتلة عدم الانحياز بمؤسسيها ثلاثي قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا بسعيهم نحو كبح الردح الثوري وتذليل قدراته!
مليون تحيه للصامدين لشعارات حب الأوطان ورفع رايتها «دون إهمال الدار ورفع هامة المقدار»، بإذن الله للأعلى والله ولي الصالحين، لكل زمن وحين بنصرة رب العالمين، وهدي نبينا الأمين خاتم الرسل والأنبياء أجمعين قولوا، آمين.