(والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) نزلت هذه الآية في الإشادة بفضل الأنصار الذين استقبلوا اخوانهم المهاجرين في المدينة وآووهم ونصروهم حتى ان الانصاري كان يقتسم مع المهاجر ماله وداره، فضربوا بذلك اروع الأمثلة في المحبة والإيثار.
يروي أبوهريرة انه ذات يوم جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو له قائلا: يا رسول الله لقد اصابني الجهد، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى نسائه لعله يجد عندهن طعاما يقيم به أود ذلك الرجل المجهود ويسد رمقه، فلم يجد صلى الله عليه وسلم عندهن شيئا، توجه صلى الله عليه وسلم الى اصحابه بالقول «ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: «أنا يا رسول الله فذهب إلى بيته فقال لامرأته، أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخري شيئا، فقالت المرأة لزوجها ولم يكن في البيت الا طعام الأبناء الصغار والله ما عندي الا قوت الصبية فقال: اذا أراد الصبية العشاء فعلليهم بشيء أو نوميهم فإذا دخل الضيف فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فلما حضر الضيف فعلت المرأة ما اتفقا عليه، فلما كان الصباح غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «لقد أعجب الله من صنيعكما الليلة» ونزلت الآية (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).