طارق عرابي
حلّ الكويتيون في المرتبة الثالثة كأكثر الشعوب العربية أمانا في عام 2021، وذلك وفقا لتصنيف مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث، والذي استند الى دراسة مؤشرات مختلفة بلغت 15 مؤشرا وكلها متداخلة مع دراسة «واقع الأمان الشامل للمواطنين في 2021»، وأيضا مع نظرة مستقبلية لعام 2022.
ويأتي ذلك بعد إضافة محددات جديدة معتمدة ضمن مؤشرات أخرى لتقييم حالة الأمان في تصنيف هذا العام، من بينها مؤشرات الاستجابة للجائحة (حجم الوفيات ونسب التطعيم) وأيضا المتغيرات المناخية المرتبطة بتقييم المناطق الصديقة للبيئة والأقل تضررا من الاحتباس الحراري والأكثر تميزا بجودة الهواء الصحي، وكلها عوامل مؤثرة في تقييم جودة حياة المواطن العربي.
القطريون في الصدارة
وفي التصنيف الجديد لهذا العام الذي ضم 20 دولة عربية، حافظ القطريون على المرتبة الأولى كأكثر الشعوب العربية أمانا لعام 2021، وذلك للعام الثاني على التوالي مع نظرة مشرقة لعام 2022، كما حافظ الإماراتيون على المرتبة الثانية مقارنة بتصنيف العام الماضي.
وارتفع ترتيب الكويتيين الى المرتبة الثالثة مقارنة بالمرتبة الرابعة العام الماضي، وتقدم ترتيب البحرينيين الى المرتبة الخامسة في حين تراجع ترتيب العمانيين الى المرتبة الخامسة، وتأخر السعوديون بمرتبة فقط الى الترتيب السادس، في حين حافظ الأردنيون على المرتبة السابعة مقارنة بتنصيف 2020.
وتقدم المغربيون الى المرتبة الثامنة وأيضا الجزائريون الى المرتبة التاسعة مقارنة بالمرتبتين التاسعة والعاشرة على التوالي في التصنيف السابق. التونسيون تأخروا في ترتيب هذا العام الى المرتبة العاشرة، في المقابل تقدم المصريون مرتبة الى الترتيب الحادي عشر.
جائحة «كورونا»
غيّرت جائحة كورونا مؤشرات تقييم حالة أمن وأمان الشعوب في العالم والعالم العربي تحديدا، حيث خلفت الجائحة تداعيات كبيرة على جودة حياة المواطن، وأبرزت تفاوتا كبير بين الحكومات العربية في الاستجابة لهذه التداعيات والقدرة على توفير مناخ أكثر أمانا للشعوب وبأدنى المخاطر.
وبالإضافة الى تداعيات الجائحة أثرت أيضا تغيرات المناخ المقلقة وتداعيات الاحتباس الحراري على تصنيف درجة أمان بيئة عيش العرب.
شعوب الخليج بالصدارة
رغم أنها تقع في منطقة محاطة بمناطق نزاع وتوتر، اكتسحت شعوب الخليج صدارة التصنيف ليس بفضل ملاءة حكوماتها المالية فقط، وإنما بفضل سياسات الدعم الاجتماعي وتنمية خدمات رفاه المواطن وتحسين اندماجه في مجتمع المعرفة.
ورغم التحسن الملحوظ في جهود التنمية والبناء والتطوير في القدرات البشرية والبنى التحتية لاستشراف تحديات المستقبل وتحسين رفاه المواطن، الا أن أغلب الدول الخليجية تواجه تحديات تلوث مقلق خاصة على مستوى المدن والعواصم التي تشكو من تركز تلوث هوائي مقلق، وقد يكون التلوث الهوائي والاحتباس الحراري أبرز تحديات الحكومات الخليجية مستقبلا وخاصة المتعلقة بتحويل عواصمها المنكشفة على مخاطر تلوث عالية الى مناطق صديقة للبيئة.
وتواجه بعض الدول العربية خاصة المنتجة للطاقة تحديات ضخمة تتعلق بإقامة توازن بين تحقيق تقدم اجتماعي ورفاه وتنمية بشرية حقيقية وخلق مجتمعات متكافئة ومتطورة دون زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن المستويات المستدامة.
وبشكل عام شهدت شعوب بعض الدول العربية دوناً عن غيرها بعض الظروف الاستثنائية خلال عام 2021 أثرت على حالة الأمن والأمان وخاصة المتعلقة بالاستقرار الاقتصادي والسياسي والتي أثرت سلبا بدورها على تردي جودة حياة المواطن وعززت مؤشرات عدم التفاؤل بالنظر لضعف الاستقرار السياسي والاقتصادي أو لضعف الاستجابة لأزمة الجائحة او لتطلعات المواطنين خاصة لمطالب العمل والدعم الاجتماعي.