شريف حمدي
أنهت بورصة الكويت عام 2021 على مكاسب سوقية كبيرة بلغت مستوى 9.2 مليارات دينار، ليتجاوز بذلك السوق التداعيات السلبية التي فرضتها جائحة كورونا على القطاعات الاقتصادية خلال العام الماضي، بل ويتخطى المكاسب التي تحققت قبل الجائحة في عام 2019 والبالغة 7.3 مليارات دينار، علما بأن السوق قد سجل خسائر بلغت 3.5 مليارات دينار بالعام الماضي.
وفي ظل هذه المكاسب الكبيرة، تكون بورصة الكويت قد انهت العام الحالي بوصول قيمتها السوقية إلى مستوى 41.39 مليار دينار، وذلك في ظل الأجواء الإيجابية التي شهدها السوق خلال العام الحالي من إنهاء القيود المفروض لمواجهة انتشار جائحة كورونا في الكويت وعودة الحياة لطبيعتها في البلاد، وهو ما عزز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في السوق وجذب المزيد من الأموال والتدفقات النقدية إلى الأسهم الكويتية خلال العام الحالي، وبالتالي أدى الى تحقيق مكاسب سوقية ضخمة بنهاية العام.
عوامل إيجابية
ويستعد سوق الأسهم الكويتي لاستقبال العام الجديد وهو مدعوم بحزمة عوامل ايجابية، ابرزها ما حققته الشركات المدرجة من مكاسب وصلت بنهاية الربع الثالث من 2021 نحو 2.7 مليار دينار مقارنة مع 569 مليون دينار في الفترة المماثلة من 2020 بنسبة ارتفاع 378%.
كما يدعم السوق خلال 2022 استمرار ارتفاع اسعار النفط بالسوق العالمي، ومن ثم برميل النفط الكويتي الذي ارتفع لمستوى يلامس 80 دولارا للبرميل، مما ينعكس بالايجاب على مجمل النشاط الاقتصادي.
هذا بالإضافة إلى استمرار اجراءات تطوير السوق من قبل القائمين عليه من خلال طرح المزيد من الأدوات الاستثمارية الجديدة التي تضاف لما تم انجازه في السنوات الأخيرة وظهرت ثماره في وصول سوق الكويت المالي لمصاف الأسواق العالمية.
وبنهاية تعاملات العام الحالي، حققت مؤشرات البورصة مكاسب كبيرة، إذ بلغت مكاسب السوق الأول 1588 نقطة بنسبة ارتفاع 26.2% بإقفاله عند 7639 نقطة، كما ارتفع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 29.3% بمكاسب 1334 نقطة ليصل مع نهاية العام إلى 5886 نقطة، وارتفع مؤشر السوق العام بنهاية السنة بنسبة 26.9% بمكاسب 1497 نقطة ليصل إلى 7043 نقطة.
الأسبوع الأخير من 2021
وعلى صعيد تعاملات السوق بالأسبوع الأخير من 2021 على تباين في الأداء على وقع عمليات بيع على أسهم قيادية بالسوق الأول، في مقابل عمليات شراء يغلب عليها الطابع المضاربي في السوق الرئيسي، مما أدى إلى انخفاض مؤشر السوق الأول وارتفاع بالسوق الرئيسي.
وشهد السوق تذبذبا في الأداء بشكل عام في الجلسات الأخيرة من العام، مع تراجع ملحوظ على مستوى السيولة المتدفقة، حيث زاد تراجع معدلات السيولة بنهاية تعاملات الأسبوع إلى 37.8 مليون دينار يوميا بمحصلة اسبوعية 189 مليون دينار، مقارنة مع 48.3 مليون دينار متوسط تداول يومي بمحصلة 242 مليون دينار في الأسبوع قبل الأخيرة من العام الذي انتهت تداولته بنهاية جلسة أمس.
وكان لافتا أن السوق الرئيسي استقطب سيولة كبيرة في الفترة الماضية، جراء عمليات البيع والشراء السريعة على كثير من الأسهم المدرجة بهذا السوق بعد ان كانت اغلب السيولة تتمحور حول أسهم السوق الأول.
وحققت القيمة السوقية 12 مليون دينار مكاسب في الأسبوع الأخير من العام، ليصل إجمالي القيمة السوقية إلى 41.39 مليار دينار ارتفاعا من 41.38 مليارا بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
واختتم السوق الأول تعاملات الأسبوع على تراجع 10 نقاط بنسبة 0.13% لينهى تعاملات 2021 عند مستوى 7639 نقطة انخفاضا من 7649 نقطة، فيما ارتفع مؤشر السوق الرئيسي بـ 0.5% بإضافة 32 نقطة لمكاسبه السابقة ليصل إلى 8556 نقطة ارتفاعا من 5854 نقطة الأسبوع الماضي، وارتفع مؤشر السوق العام بنسبة 0.02% فقط بمكاسب نقطتين ليصل إلى 7043 نقطة ارتفاعا من 7041 نقطة انهى بها تعاملات الاسبوع الماضي.
ملكيات الأجانب بالبنوك
إلى ذلك، شهدت تعاملات الأجانب جنوحا للشراء في الأسبوع الأخير من العام على اسهم البنوك الكويتية، حيث تم الشراء في اسهم 4 بنوك هي: بنك الكويت الوطني، والخليج، والأهلي، ووربة، فيما خفضوا نسب ملكياتهم في 3 بنوك هي: برقان، وبيت التمويل الكويتي «بيتك»، وبوبيان، واستقرت نسب الملكيات في 3 بنوك هي: التجاري، والأهلي المتحد، وبنك الكويت الدولي «KIB».
ووفقا لإحصائية البورصة حول نسب الملكيات الاجنبية في البنوك الكويتية بتاريخ 29 ديسمبر الجاري، بلغت قيمة ملكيات الأجانب في الـ 10 بنوك الكويتية 2.52 مليار دينار.
وارتفعت ملكية الاجانب في الوطني بنسبة 0.09% لتصل النسبة الإجمالية إلى 20.76% بقيمة 1.49 مليار دينار، وتم الشراء على سهم الخليج بنسبة 0.29% ليصل الاجمالي إلى 12.46% بقيمة 105.5 ملايين دينار، كما ارتفعت في الأهلي بنسبة 0.10% لتصل إلى 0.38% بقيمة 1.6 مليون دينار، وفي وربة بنسبة 0.01% لتصل النسبة الاجمالية إلى 4.57% بقيمة 25.1 مليون دينار.
فيما انخفضت في برقان بنسبة 0.06% لتتراجع النسبة الاجمالية إلى 2.68% بقيمة 20.8 مليون دينار، كما انخفضت ملكيات الأجانب في بيتك بنسبة 0.03% بنسبة اجمالية 10.34% بقيمة 727.9 مليون دينار، وتراجعت في بوبيان بنسبة 0.04% لتصل النسبة المجمعة إلى 5.23% بقيمة 132.2 مليون دينار.
واستقرت نسبة ملكيات الأجانب في بنك التجاري عند 0.06% بقيمة 598 ألف دينار، وفي المتحد عند 0.41% بقيمة 3.04 ملايين دينار، كما استقرت في بنك الكويت الدولي «KIB» عند 4.48% بقيمة 11.1 مليون دينار.
9.5 مليارات دينار سيولة السوق
شهدت بورصة الكويت 245 جلسة تداول خلال عام 2021، حيث بلغت سيولة السوق فيها نحو 9.48 مليارات دينار، وذلك بالمقارنة بـ 10.72 مليارات دينار في عام 2020، أي بتسجيل تراجع سنوي نسبته 11.5%.
وبلغت أحجام التداول الكلية في بورصة الكويت خلال عام 2021 نحو 58.75 مليون سهم، بالمقارنة بـ 52.03 مليون سهم في عام 2020، بارتفاع نسبته 12.9%، وشهدت الصفقات الكلية في بورصة الكويت تراجعا بـ 7.3% في 2021، لتصل إلى نحو 2.14 مليون صفقة، مقابل نحو 2.31 مليون صفقة في عام 2020.
وكانت تداولات البورصة في الربع الرابع من 2021 هي الأفضل على الإطلاق، حيث تم تداول 25.7 مليار سهم من خلال تنفيذ 913.6 ألف صفقة بقيمة 4.12 مليارات دينار، أما أفضل أشهر العام على صعيد التداولات فكان شهر نوفمبر الماضي، والذي شهد احجاما بنحو 10.66 مليارات سهم جاءت بتنفيذ 376.54 ألف صفقة حققت سيولة بقيمة 1.71 مليار دينار.
أرقام من السوق بنهاية 2021
٭ 9.2 مليارات دينار مكاسب سوقية بنهاية تعاملات العام بإجمالي قيمة 41.3 مليار دينار.
٭ 56 مليون دينار متوسط السيولة اليومي خلال 2021 ارتفاعا من 45 مليونا في 2020.
٭ 345 مليون سهم متوسط التداول اليومي مقارنة مع 216 مليون سهما في العام السابق.
٭ 1.3 مليار دينار تصدر بها سهم بيتك حجم التداول في 2021، تلاه الوطني بـ 1.1 مليارا.
٭ 290% أعلى نسبة ارتفاع بالسعر حققها سهم العيد، تلاه سهم الخليجي بـ 260%.
٭ 5.6 مليارات سهم أعلى كميات متداولة لسهم جي افي اتش، تلاه سهم أهلي متحد البحرين بـ 3.9 مليارات سهم.
٭ 47.9% أكبر نسبة انخفاض لسهم ياكو خلال العام، تلاه سهم البريق بـ 45.2%.
سوق أبوظبي الأفضل أداءً عربياً
شهدت معظم البورصات العربية ارتفاعات قياسية خلال تعاملات عام 2021، وذلك بالتزامن مع تسجيل الأسهم العالمية مكاسب تاريخية واستقرار أسعار النفط والتعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا والمضي قدما في خطط الطروحات القوية.
وخلال العام الماضي، تصدر سوق أبوظبي قائمة الارتفاعات القياسية بمنطقة الشرق الأوسط بنسبة بلغت 68.2%، مسجلا أعلى مكاسب سنوية منذ عام 2005، ويليه السوق السعودي الذي ارتفع مؤشره بنحو 30% بأفضل أداء سنوي منذ 2007.
كما ارتفع مؤشر سوق دبي بنسبة 28.2% خلال 2021 مسجلا أعلى مكاسب سنوية منذ عام 2013، وارتفع مؤشر بورصة البحرين 20.6% في 2021، مسجلا أعلى ارتفاع سنوي منذ 2007، وزاد مؤشر سوق مسقط بنحو 13%، مسجلا أعلى ارتفاع سنوي منذ عام 2013، وارتفع مؤشر بورصة قطر بنحو 11.4% في عام 2021 مسجلا أعلى ارتفاع سنوي في 3 أعوام.
وساهمت عمليات الشراء المؤسسي مع المضي في خطط التطوير والطروحات الأولية في انضمام البورصة المصرية لقائمة الرابحين على مستوى العام، حيث ارتفع مؤشرها الرئيسي بنسبة 9.9% ليصل لأعلى مستوياته في عامين بعد أن كانت متراجعة في التسعة أشهر الأولى من تداولات العام 2021.