- 5 ملايين ليرة تركية يتم صرفها في سوق المباركية
باهي أحمد
حفزت الليرة التركية قطاع الصرافة المحلي بعدما ازدادت معاملاتها مدفوعة بالطلب على السفر، بالإضافة إلى المضاربة على تغيرات سعر الصرف خلال الفترة الماضية، لتستحوذ على أكثر من 70% من حجم التعاملات في السوق، يليها كل من الدولار واليورو والريال السعودي والجنيه الاسترليني والجنيه المصري.
وكشفت جولة لـ«الأنباء» عن إقبال الكثير من المواطنين والمقيمين على المضاربة على أسعار صرف الليرة التركية، وتحديدا عندما شهدت هبوطا سريعا، وذلك عبر بناء مراكز استثمارية جديدة بالشراء عند معدلات منخفضة، ومن ثم إعادة البيع مجددا عند ارتفاع سعرها، وهو الأمر الذي بات مشهدا معهودا في السوق خلال الفترة الماضية، ويدعمه شعور بالثقة بأن تركيا ستجتاز ذلك الوضع، ما يعظم أرباح المضاربين.
يأتي ذلك إلى جانب ارتفاع الطلب على السفر إلى تركيا على الرغم من الاقبال الضعيف نسبيا على السفر بشكل عام في ظل ظهور متحورات ڤيروس «كورونا» المستجد التي أدت إلى اتخاذ العديد من الدول لبعض الاجراءات الصحية والاغلاقات في بلاد أخرى، إلا أن أرقام الحركة في مطار الكويت أظهرت أن تركيا تأتي على رأس الوجهات الأكثر طلبا للسفر، خصوصا أن تراجع قيمة الليرة التركية دفع بالتبعية إلى رفع معدلات الطلب على السفر إليها، ما يقود بصورة طبيعية إلى زيادة معاملات صرف العملة بصورة أعلى.
وبصورة عامة، عادة ما تنتعش أسواق الصرافة في الكويت بالتزامن مع عطلة رأس السنة حيث يقبل عدد كبير على السفر من المواطنين والمقيمين على قضاء العطلة خارج الكويت، إلا أن هذا العام يشهد إقبالا ضعيفا نسبيا على السفر، مما ساهم في تغيير عدد كبير من المواطنين لخططهم، ففضلوا عدم السفر، وهو ما أثر بدوره على العمل في سوق الصرافة المحلي، وأدى إلى حدوث ركود طفيف في عمليات البيع والشراء لكافة العملات.
وفي هذا الصدد، يقول جواد (صراف في شركة الخليج المتحدة للصرافة)، إن وتيرة العمل في سوق الصرافة كانت مرتفعة والطلب جيد على كافة العملات قبل ظهور المتحور «أوميكرون»، في ظل اقبال الكثير من المواطنين والمقيمين على السفر، ولكن بعد ظهور المتحور الجديد بات الإقبال ضعيفا، وذلك بعد اتجاه العديد من المواطنين الى إلغاء حجوزاتهم بالتزامن مع ارتفاع أعداد الاصابات اليومية.
ولفت إلى أن الليرة التركية تسيطر على ما يقارب 70% من اجمالي العملات التي يتم شراؤها أو بيعها في القطاع، كما أن التقلب في سعر الليرة ساهم في زيادة الاقبال عليها كنوع من الاستثمار من قبل البعض، الذين يقومون بعمليات مضاربية سريعة من خلال الشراء مع السعر المتدني وإعادة البيع عند ارتفاع الأسعار وجني أرباح سريعة ومن ثم معاودة الكرة مرة أخرى.
من جانبه، أكد حبيب الله نزات (صراف)، أن الاقبال على الليرة التركية هو الأعلى هذا العام دون منازع وذلك لسببين رئيسيين، الأول هو الإقبال على السياحة بعد تدني سعر الليرة ما يجعل تكلفة الرحلة أقل على المواطنين والمقيمين، إلى جانب عمليات استثمارية ترتكز على الثقة في الاقتصاد التركي بأنه سيتعافى مجددا.
وأضاف أنه بعد هبوط سعر صرف الليرة ووصول سعر الألف منها إلى 18 دينارا ساهم في زيادة الطلب عليها بشكل كبير خلال الفترة الماضية ووصل إلى بيع كل صراف ما يقارب 500 ألف ليرة يوميا، وبعد ارتفاعها خلال الفترة الماضية شهدت عمليات البيع لليرة ارتفاعا كبيرا بسبب الاقبال الكبير على بيعها لجني الأرباح.
بدوره، قال مهران غالبي (صراف في صرافة الشرق) إن الاقبال حاليا يتركز على الليرة التركية والدولار واليورو والاسترليني، بالإضافة إلى الدرهم الإماراتي، كما أن الليرة التركية تشهد إقبالا هو الأكبر من قبل رواد سوق الصرافة والمقبلين على عمليات البيع والشراء في سوق الصرافة مشيرا إلى أن سوق صرافة المباركية وحده يشهد عمليات بيع كانت تصل إلى 5 ملايين ليرة تركية يوميا خاصة في فترة هبوط أسعارها بشكل كبير.