بيروت - بولين فاضل
يختلف ملحم زين عن كثير من الفنانين كونه لا يرتدي ثوب الفنان إلا حين يعتلي المسرح ويلتقي الجمهور ويصدح صوته، وبمجرد أن ينهي حفلته يقفل عائدا إلى منزله وعائلته ويخلع عنه ثوب المطرب.
وبعبارة «مش عايش الشهرة ولا عقدة الفنان»، يتابع ملحم حياته بعيدا من الفن، لاسيما أنه من النوع البيتوتي الذي لا تغريه الأضواء والنجومية، فمشواره الفني، كما يقول، نظيف وأبيض، والفضل يعود إلى تصالحه مع الذات والنأي بنفسه عن مغريات الحياة الفنية، فهو صديق مقرب جدا من وائل كفوري وبينهما كيمياء ومحبة وطيبة، وقد اعتاد مشاركته الحفلات تماما كحاله مع نجوى كرم المقربة جدا والتي يتحدث معها كما لو كان يتحدث مع شقيقته، ويقول ملحم: أتحدث كثيرا مع وائل ونجوى عن واقع الفن بين الأمس واليوم وما طرأ عليه من تغيير، وأنا أرتاح جدا برفقتهما في السفر، لافتا الى انه ثمة صداقة تجمعه بكل من حسين الجسمي وتامر حسني وكاظم الساهر وأسماء المنور وغيرهم، إضافة إلى صداقة عائلية مع أحلام التي تدخل بيته ويدخل بيتها.
ولكن بمعزل عن الصداقة، هل من أصوات يمكن أن يختارها لتقديم ديو غنائي؟ يرد ملحم بالقول إن صوته وصوت نجوى كرم متقاربان، وهناك من مصر شيرين عبدالوهاب وأنغام وآمال ماهر وياسمين علي.
ويؤكد ملحم زين، الذي اشتهر بالأغنيات اللبنانية الشعبية والفولكلورية، أن الجمهور العربي يحب سماع هذه الأغنيات بصوته ويطالبه في الحفلات بالمواويل وأغنيات الدبكة، ولكن هذا لا يمنع تقديمه الأغنية المصرية في وقت قريب بعدما أعجب بعمل غنائي عرض عليه، وهو يسعى لأن تكون هذه الأغنية وسواها من الأغنيات التي سيطرحها مستقبلا قائمة على توزيع موسيقي جديد من نوعه سواء بالنسبة إليه أو بالنسبة للجمهور.
وعن رأيه بوقف أغنيات المهرجانات بوصفه يميل إلى اللون الشعبي، يؤكد أنه لا يخالف النقيب هاني شاكر في قراره، لاسيما أنه مع تنظيف الفن المصري من شوائب الكلام غير المفهوم والمتماهي مع الهلوسة في وقت مصر هي التي صدّرت الفن الأصيل إلى الوطن العربي بأسره من خلال أم كلثوم وعبدالوهاب والسنباطي وعبدالحليم وغيرهم من الفنانين الخالدين.
والمدرك مقدار التغييرات التي طرأت أخيرا على السوق الفنية، إننا نعيش زمن الاستهلاك السريع، أشياء كثيرة كانت شائعة فيما مضى، فمشروع الكليب القائم على أيام ثلاثة من التصوير ما عاد رائجا ولا منفعة كبيرة له، هذا ما يؤكده ملحم، مضيفا انه قد تمت الاستعاضة عن ذلك بما يطلق عليه حاليا «Mood Board» وهو نتاج تصوير لعشر ساعات يمكن للمخازن الرقمية استيعابه، ومن هذا المنطلق فهو حريص على تلبية حاجات السوق الجديدة بالاكتفاء بإصدار الأغنيات المنفردة مع الاهتمام بعملية تسويقها.