لايزال العالم المنهك يكافح للقضاء على الوباء عقب سنتين من تفشيه، ولكن هذه المرة ترتفع الإصابات مدفوعة بمتغير جديد أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم «أوميكرون».
وبات العالم متعايشا مع فيروس لا يزول، لكن الحرب ضد الوباء هذه المرة جاءت في وقت يملك فيه العالم لقاحات مضادة لكوفيد-19، المرض الناجم عن الفيروس التاجي.
وتوفر اللقاحات حماية قوية من الأعراض الخطيرة لمرض كوفيد-19، على الرغم من أنها قد لا توفر حماية كاملة من العدوى الخفيفة. ولا يبدو أن سلالة أوميكرون قاتلة مثل بعض المتحورات السابقة، وأولئك الذين بقوا على قيد الحياة سيحصلون على بعض الحماية ضد الأشكال الأخرى للفيروس التي لاتزال منتشرة، وربما الطفرة التالية التي تظهر أيضا، وفقا لتقرير لوكالة أسوشيتد برس.
وقال خبير الأمراض المعدية عالم الأوبئة بكلية «تي اتش تشان» للصحة العامة في جامعة هارفارد، ستيفن كيسلر، إن نهاية الوباء ستكون عندما نصل إلى «نوع من حالة الاستقرار المقبولة» للتعامل مع كوفيد، بحسب ما نقل موقع «الحرة».
وتظهر أزمة أوميكرون أن العالم لم يصل إلى تلك النقطة بعد، لكن «أعتقد أننا سنصل إلى نقطة يكون فيها فيروس كورونا مستوطنا مثل الإنفلونزا»، على حد قول الخبير كيسلر.
بدوره، قال الباحث البارز في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي، أميش أدالجا، «لن نصل إلى نقطة ما قبل عام 2019 مرة أخرى»، مردفا: «يجب أن نجعل الناس يفكرون في تحمل المخاطر».
لكن زميله ويليام موس من كلية «جونز هوبكنز» بلومبيرغ للصحة العامة يتوقع أن «هذا الفيروس سوف يصل إلى أقصى حد» في قدرته على تحقيق مثل هذه القفزات التطورية الكبيرة.
وأضاف: «لا أرى هذا كنوع من حلقة لا نهاية لها من المتغيرات الجديدة».
ويتطلع كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، إلى السيطرة على الفيروس بطريقة «لا تعطل المجتمع ولا تعطل الاقتصاد».
ويرى العديد من الخبراء أنه في المستقبل المحتمل: في فترة ما بعد الجائحة، سيكون الفيروس أشبه بنزلات البرد بالنسبة للبعض ومرض أكثر خطورة للآخرين، اعتمادا على صحتهم العامة وحالة اللقاح والعدوى السابقة.
وستستمر الطفرات وقد تتطلب في النهاية جرعات معززة في كثير من الأحيان يتم تحديثها لتتناسب بشكل أفضل مع المتحورات الجديدة.
لكن أجهزة المناعة البشرية ستستمر في التحسن في التعرف عليها ومقاومتها. ويجد عالم المناعة بجامعة واشنطن في سانت لويس، علي اليبيدي، الأمل في قدرة الجسم المذهلة على تذكر الجراثيم التي شاهدها من قبل وإنشاء دفاعات متعددة الطبقات.
وفي دراسة جديدة، وجد فريق علي اليبيدي أن لقاحات شركة فايزر تحفز «الخلايا التائية المساعدة» التي تعمل رقيب تدريب في تلك المعسكرات التدريبية، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة أكثر تنوعا وقوة والتي قد تعمل حتى إذا تغير الفيروس مرة أخرى.
وقال اليبيدي إن مناعة السكان الأساسية قد تحسنت كثيرا لدرجة أنه حتى مع استمرار العدوى الخارقة بشكل حتمي، سيكون هناك انخفاض في الأمراض الشديدة، والاستشفاء والوفيات، بغض النظر عن المتحور التالي.
الى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بلاده أخذت التدابير الملائمة لمواجهة الزيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 الناجمة عن ظهور المتحور أوميكرون، وذلك بفضل ارتفاع مستويات التطعيم في البلاد.
وقال لوسائل إعلام محلية أمس، «إن السبيل للمضي قدما بالنسبة للبلد ككل هو الاستمرار في المسار الذي نسلكه حاليا».
وأضاف «بالطبع سنبقي جميع الإجراءات قيد المراجعة، لكنني أعتقد أن مجموعة التدابير التي نتخذها في الوقت الحالي هي الخيار الصحيح».