- رسائل كتبتها في عشرة محاور للمرأة والأسرة بأكملها
- كتاب يوجه رسائل للمجتمع بفئاته البشرية وبرامجه الخدمية
مفرح الشمري
في المكتبات حاليا، كتاب «رسائل جوهرية»، لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى للأسرة بالشارقة، والصادر عن منشورات القاسمي، وبالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى للأسرة بالشارقة، ويتضمن مقدمة وعشرة فصول، منها: مناهج الحياة، الإمارات وطني، صحتنا، المؤسسات وتحديات العمل، الثقافة وأجنحة الفنون، الأسرة وحلم الاستقرار، سلام يا إنسان، إلى أبنائي وبناتي مع التحية.
وكلها أفكار وطروحات تهم الأسرة والإنسان الإماراتي بشكل عام، وتهدف إلى زرع قيمة الإنسان في نفسه وأهميته في تقدم المجتمع من خلال اكتشاف قدراته الذاتية والعمل على تنميتها سعيا للمساهمة في التنمية المجتمعية وإثبات الذات، والتأكيد على أن الإنسان الإماراتي مهما كانت رفاهيته كبيرة إلا أنه قادر على الفعل والتأثير.
ومعروف عن الشيخة جواهر، أنها صاحبة رؤيا وقدرة على القيادة والتأثير، ومن أكثر الشخصيات إلهاما في العالم العربي، لأن سموها تدعم قضايا تخص تقدم المرأة، كما أن سموها تسعى لتعريف الآخر بكل المفردات التراثية الإماراتية، ففي فصل الثقافة وأجنحة الفنون نقرأ لسموها «أمر ضروري جدا، وهو موضوع الساعة، وأفضل طريقة لتعريف الآخر بنا هو تعريفه بتراثنا الثقافي، ولا فائدة من حدوث صدام بين الحضارات، بل الأفضل هو إيجاد حوار متوازن».
الكتاب يتضمن محاور لبعض النماذج من الرسائل على اختلاف المحاور التي تعبر عنها والذي يعد قيمة معرفية وثقافية وتوعوية في المكتبة الإماراتية والعربية. فكل جزء من هذه الرسائل التي كتبتها وقدمتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي يقدم قيمة وخدمة عظيمة لكل فئة من البشر، ويجعل من الأسرة محورا لكل ما جاء فيه، نظرا للاهتمام الخاص الذي توليه سموها لهذا الكيان المهم في بناء المجتمعات. فالمحور الأول وهو «الأسرة وحلم الاستقرار» هو محور استراتيجي بينت فيه سمو الشيخة جواهر أن بناء الأسرة المستقرة يبدأ قبل الزواج في اختيار الزوجة الصالحة واختيار الزوج الصالح، فنقرأ «يجب أن يعرف كل فرد مسؤوليته تجاه أسرته، فلا يكون سببا للتوتر والقلق فيها، بل يكون سببا للفرح والسعادة والشعور بالأمان، أريد أن أقول اتقوا الله في أسركم».
أما في المحور الثاني فتناول العطاء والتطوع، فيما المحاور الأخرى تذهب نحو مناهج الحياة، الإمارات وطني، صحتنا، المؤسسات وتحديات العمل، الثقافة وغيرها حيث إن سموها وجهت بأن يتم تحويل الكتاب بعد ذلك إلى كتيبات تحمل الرسائل الخاصة الموجهة لكل فئة لمساعدتها على التركيز فيما يخصها من رسائل، وستكون البداية مع الرسائل الموجهة للأجيال الصغيرة والتي تحمل عنوان: «إلى أبنائي وبناتي مع التحية».
وتكمن أهمية الكتاب كونه يحتوي على الكثير من الرسائل التي كتبتها سموها في عشرة محاور للمرأة والأسرة بأكملها، كما يحتوي الكتاب على الكثير من العبارات والمعاني الموجهة لفرق العمل، وأهمية غرس قيم ومبادئ العمل القائمة على الحب والاحترام والعطاء.
كما يحث الكتاب الشباب على السعي للعمل والنجاح، وتجزم بأن الرابح هو من يحسن اختيار الميدان الذي يتسابق فيه، ثم يؤهل نفسه بالعلم سعيا للنجاح، فنقرأ في فصل «إلى أبنائي وبناتي مع التحية»: «نحن في سباق، والرابح فينا من يحسن اختيار الميدان الذي يتسابق فيه، ثم يؤهل نفسه بكل الوسائل التي تعدنا جيدا لأن نكون منافسين أقوياء، بل ومحققين تفوقنا في الميدان، فهل اخترت الميدان جيدا».
حيث لم يفت الكاتبة سمو الشيخة جواهر دور المرأة في المجتمع، فأكدت في فصل عنوانه «المرأة الحضور الأهم»: «المرأة رفيقة في البناء وتحقيق المكتسبات، ورسم خطط التنمية والنهضة والمشاركة في تنفيذها بكل ما أوتيت من إبداع واستعداد وفكر».
ولأهمية الإنسان في السعي لمساعدة الآخرين وتحت عنوان «سلام يا إنسان» وهو فصل هدفه نبذ العنف والإحساس بالآخر، نطالع لسموها «إنني أهيب بكل صاحب قلب يتسع لاحتواء المنكوبين، أن يقدم ما تجود به نفسه، تحقيقا للتكاتف والتعاضد، وإن العمل الجماعي يبارك الله سبحانه وتعالى فيه. ذلك أن يد الله مع الجماعة»، كل ذلك ينطلق من إنسانية سموها بما تقدمه من مساعدات في تخفيف المعاناة عن العديد من الفئات التي تواجه ظروفا صعبة مثل المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، والنساء المستضعفات.