الوطن نعمة كبيرة من عند الله عز وجل، خصوصا إذا كان أرضه واحة للاستقرار والأمان والسلام، مثلما هو حاصل في الكويت.
نعم إنها الكويت، التي تعطي بلا توقف، وتمنح جميع المواطنين، ما يرجونه وما يتطلعون إليه، وهذا الأمر ميز أبناءها ـ رجالا ونساء ـ بصفات كثيرة، لعل من أهمها الولاء والانتماء للأرض، والحب الكبير، الذي يحملونه كبارا وصغارا لبلدهم، والدفاع عنه في كل وقت وحين، ولعل محنة الغزو الصدامي الغاشم، خير دليل على ذلك.
ولربما نجد ـ من خلال ما نطالعه من أخبار ـ حوادث فساد أو غياب ذمم، أو تواطؤ مع أصحاب الضمائر الخربة، أو تخاذل في الانتصار للحق، إلا أن يقيننا يؤكد أن هذه الصفات السيئة ما هي إلا حالات فردية، لا يمكن تعميمها، لأن من تشرف بأن يكون كويتيا هو قريب جدا من وطنه، وله القدرة على أن يكون مواطنا صالحا بحكم التربية الصادقة، والوطنية الخالصة لوجه الله والوطن.
لقد مرت الكويت قديما وحديثا بالكثير من الظروف الصعبة، إلا أن إرادة المواطنين الصالحين، ورغبتهم في الانتصار لوطنهم، جعلت من تلك الظروف تجارب، استفادوا منها، في بناء الوطن، وتعزيز قدراته وإمكانياته، وتطويره.
لذا فإننا نقول لكل كويتي: حافظ بمشاعرك وأفكارك وروحك على وطنك الكويت، وافتخر به، لأنه ألهمك الحب والسلام.. فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي سيشده مقطع فيديو، صنعه أحد الإخوة في بلد عربي شقيق، يتحدث عن استبيان يظهر أن الشعوب التي تتوافر فيها أخلاق الإسلام، موجودة في دول أجنبية غير إسلامية مثل السويد والدانمارك وأخرى إسلامية مثل ماليزيا، بينما جاءت الكويت في المرتبة الأولى بصفتها دولة عربية إسلامية، مما يؤكد أن الشعب الكويت، له من الصفات الجميلة الكثير.
وبمناسبة التشكيل الوزاري الجديد، الذي استمر فيه وزراء، وتغير آخرون، فإننا نطمح أن تكون هناك وقفات جادة وصادقة، للتخلص من بعض الخلل الذي نراه موجودا في بعض المؤسسات، خصوصا التعليم والصحة، وهما عنصران مهمان هذه الأيام، فالتعليم هو المستقبل، الذي نريده خيرا وبركة لأبنائنا.
في حين نرى أن الاهتمام بمنظومة الصحة، هو ما سيجعلنا نتخطى بأمان المحنة التي يتعرض لها العالم، بسبب فيروس كورونا وما لحقه من تحورات.
كما أننا نهيب بالسادة الوزراء، بالعمل على متابعة الفساد وملاحقة مرتكبيه، وهم قلة، ومن الممكن الكشف عنهم بسهولة وتقديمهم للعدالة، لأننا متفائلون جدا في أن تظل الكويت ـ كما عهدناها ـ أرض حب وسلام، وصلاح.
ونكرر القول: إن الوطن نعمة، خصوصا إذا كان يتمتع بالاستقرار، وناسه يجنحون إلى السلام والخير، كما أن تعاليم الإسلام مستقرة في نفوس ابنائه، وواضحة في أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم.
فالكويت نعمة لنا، وبدورنا يجب أن نحافظ ونحرص عليها، ولا نفرط فيها مهما كانت الإغراءات... فالوطن غال، لا يحس بقيمته إلا من فقده.