بداية أنا من أشد المتحمسين لإنجازات «الفريق» كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات وأتابع و«بإعجاب» إنجاز رصف آلاف الكيلومترات من الطرق، وشق عشرات «الأنفاق» وتشييد عشرات الكباري وتطوير الموانئ والتصدي لتحديث منظومة «سكك الموت» - السكك الحديدية سابقاً - والتي يتم نسفها وتجديدها بعد عقود من الإهمال الجسيم.
.. ولكن - وكم تقتلني «لكن» هذه - عندما نفاجأ بمن يلقي بالتراب على كعكة الإنجازات، أو يضع العصا في عجلة التطوير، أو على أقل تقدير لا يمتلك من القدرة والحكمة والإمكانيات والرغبة ما يجعله يواكب ما «يشقى» الآخرون لإنجازه، فإن من واجبنا أن نحذّر وننبه ونلقي الضوء بكلمة حق لكشف الفساد وفضح غير الأكفاء.
تعود القصة إلى قيام صديق عزيز، مالك ومدير إحدى أكبر شركات الإعلان وتنظيم المعارض في إحدى الدول الخليجية، بتنظيم حدث مهم لمجموعة من الضيوف في مدينة الأقصر الساحرة، وذلك يوم الأحد 2 يناير، البعض استقل الطائرة، أما صديقي وبعض الضيوف فاستقلوا قطار النوم «الحديث» يوم السبت 1 يناير والذي من المفترض أن يصل الأقصر صباح الأحد ليجتمع شمل الوفد ويبدأ الحدث.. فماذا حدث؟
استمر القطار في طريقه يومين ليصل الأقصر الاثنين 3 يناير، بعد سير شديد البطء، وأصدرت الوزارة بياناً مقتضباً تعتذر فيه عن تأخير القطارات بسبب سوء الأحوال الجوية، ثم خرج سيادة «الفريق الوزير» على إحدى الفضائيات وأوضح سبب تباطؤ القطارات، وخطورة المياه على القضبان، كما زار سيادته «محطة مصر» وأعلن أنه وجه بزيادة انتشار العمال خصوصا في عربات النوم والخدمات الفندقية لتلبية احتياجات الركاب، آمنّا بالله فالكوارث الطبيعية تحدث.. وغضب الطبيعة لا سيطرة لبشر عليه.
والسؤال: هل تعامل مسؤولو الهيئة، وخصوصاً مسؤول شركة عربات النوم مع المشكلة بأدنى قواعد إدارة الأزمات؟
.. وهل يتم التأكد من تنفيذ تعليمات الوزير بتوزيع وجبات ومشروبات إضافية وتوفير الراحة للركاب الذين هم الهدف النهائي من المنظومة كلها؟
.. وهل تم التعامل مع السائحين بشكل متحضر وإنساني يليق بسمعة مصر، خاصة أنهم وجدوا أنفسهم «سجناء» عربات نوم وخدمات «دون المستوى» لمدة يومين؟
.. هل تم التنسيق مع وزارة السياحة لمنحهم أي امتيازات أو تعويضات عن حجوزات الفنادق والرحلات التي خسروها؟
.. هل طرح أحد المسؤولين على الركاب أية أفكار «خارج الصندوق» مثل استخدام حافلات سياحية، أو نقلهم لأقرب مطار واستخدام طائرات مستأجرة لنقلهم إلى الأقصر وأسوان؟
سيادة الفريق الوزير المحترم.. هي ملاحظات أعتقد أنها تضم كلمات حق، لا خير فيَّ إن لم أكتبها.. ولا خير في فريقك إن لم يوصلها لك.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]