- المرحومان ناصر الخرافي وجاسم البحر من رواد العمل المالي.. ونرى اليوم ريادتهما تمتد لأبنائهما
- طلال البحر: نعمل على ابتكار حلول تواكب تطلعات السوق.. بهدف استقطاب المزيد من المستثمرين
- بدر الخرافي: لا سقف لطموحاتنا.. وسعر سهم البورصة اليوم أفضل ردّ على التشكيك بخصخصتها
- حمد الحميضي: «البورصة» مستمرة في تحديث باقي مرافقها.. بما يسهم في عمليات الاستدامة المؤسسية
علي إبراهيم
افتتحت بورصة الكويت أمس، عددا من مرافق مبنى السوق المحدثة، حيث دشنت قاعة التداول بأحدث التقنيات لكي تتضمن منصة لقرع الجرس ومركزا إعلاميا، واستبدال شاشات التداول القديمة بشاشات جديدة متطورة، وذلك بحضور وزير التجارة والصناعة فهد الشريعان، ومجلس الإدارة والإدارة التنفيذية وموظفي الشركة، وكبار الشخصيات من المشهد المالي الكويتي.
هذا، وقد سبق لمجلس إدارة «البورصة» الموافقة على الطلب المقدم من أعضاء مجلس الإدارة بدر ناصر الخرافي وطلال جاسم البحر، بالتبرع بتكلفة تطوير عدد من مرافق المبنى، كما أقر مجلس الإدارة تسمية قاعة التداول باسم، المغفور لهما بإذن الله، المرحوم ناصر الخرافي، والمرحوم جاسم البحر، كونهما من الشخصيات الاقتصادية البارزة والمميزة.
تاريخ طويل
وتعقيبا على حفل إعادة افتتاح القاعة، قال وزير التجارة والصناعة فهد الشريعان: «نحن اليوم في قاعة شهدت تاريخا ماليا طويلا وزاخرا بالعديد من الاحداث، والتي تتشرف بتسميتها باسم المرحوم ناصر الخرافي والمرحوم جاسم البحر، واللذين يعتبران من رواد العمل المالي في الكويت، ونرى اليوم هذه الريادة تمتد الى أبنائهما، أعضاء مجلس إدارة بورصة الكويت، ولا يسعني الا ان أتقدم بالشكر الى بدر الخرافي وطلال البحر على تبرعهما السخي للقاعة، ومساهماتهما في منظومة سوق المال».
وأضاف الشريعان أن قاعة التداول بحلتها الجديدة تتميز بأحدث التقنيات التي تواكب المعايير والمواصفات العالمية، والتي بلا شك ستنعكس إيجابيا على أداء السوق وجذب المستثمرين اليه، حيث قال: «سنبر بقسمنا في كل شيء، ولكن سوق الأوراق المالية من أولوياتنا، فهو هواي وأنا حريص عليه».
وحول ما تم في قاعات التداول بمبنى البورصة من تطوير، قال: «ما نراه يظهر الصورة الجميلة بشكل أجمل، فهذه القاعة شهدت تداولات مليارية عبر تاريخها، وستشهد في الفترة القادمة مثل هذه المبالغ وهذا ما نتمناه، فنحن موجودون لخدمة المال والاقتصاد والبلاد».
تطوير مرافق السوق
من جانبه، أعرب عضو مجلس إدارة بورصة الكويت بدر ناصر الخرافي، عن فخره بإعادة افتتاح قاعة التداول وتسميتها الجديدة، حيث قال: «شهدت بورصة الكويت العديد من التطورات والاصلاحات منذ بداية مشروع خصخصتها، وأصبحت خير دليل على كفاءة الشباب الكويتي وقدرته على تطوير وتنمية سوق مال قوي يمتاز بالمصداقية والشفافية، مما جعل سوق المال الكويتي هدفا استثماريا للمؤسسات المالية العالمية، وترتب عليه إدراج مجموعة من الشركات الكويتية في مؤشرات عالمية رائدة».
وأضاف: «تتميز بورصة الكويت بين أسواق المنطقة وأسواق المال عالميا بقاعة تداولها، وعليه قام مجلس الإدارة باعتماد خطط تطوير مرافق المبنى بمواصفات رائدة عالميا لتعكس هوية السوق، والذي يعتبر أقدم سوق للأوراق المالية في الخليج العربي.
أود ان أتقدم بالشكر لمجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لاختيار هذا الاسم لقاعة التداول».
وأعرب الخرافي عن تفاؤله بالحكومة الجديدة التي تتضمن عناصر فنية ذات اختصاص نتمنى أن يكون لهم دور، مشيرا إلى أن حضور وزير التجارة والصناعة لافتتاح قاعدة التداول بالسوق، وهو من أهل البورصة، قد أعطى رسالة مطمئنة ومشجعة للجميع.
وحول تسمية القاعة باسم المرحوم ناصر الخرافي والمرحوم جاسم البحر، قال بدر الخرافي إن الراحلين كان لهما دور كبير في الاقتصاد الكويتي والبورصة بشكل خاص، وهو أقل شيء يقدم لهم، فهم يعتبرون من معالم هذه المنشأة العريقة.
سهم البورصة
ذكر الخرافي أن سعر سهم البورصة اليوم هو أفضل رد على وضعها، والخدمات التي قدمتها البورصة والتطوير الذي حدث في الفترة التي دخل فيها القطاع الخاص لقيادة السوق، حيث كان ذلك أفضل رد على التشكيك في التخصيص نفسه.
وأضاف الخرافي: «عايشنا معدلات سيولة جيدة في السوق بعد الترقية ومتأملين مع نهاية جائحة كورونا، والتي نعتقد أنها في مراحلها الأخيرة، أن يكون هناك انتعاش في الاقتصاد، حيث نرى أن أسعار النفط اليوم مطمئنة، وأن صعودها يؤثر إيجابيا على الاقتصاد الكويتي، ما سينعكس على البورصة».
استقطاب المستثمرين
من جهته، أعرب عضو مجلس إدارة بورصة الكويت طلال جاسم البحر، عن سعادته بهذه المناسبة، حيث قال: «بداية أتوجه بالشكر لإخواني في مجلس إدارة بورصة الكويت على تسمية قاعة التداول باسمي الراحلين ناصر الخرافي/ جاسم البحر رحمهما الله، حيث تأتي إعادة افتتاح قاعة التداول في إطار جهود بورصة الكويت المستمرة في تطوير وتحديث مرافقها، وابتكار حلول تواكب تطلعات السوق، بهدف استقطاب المستثمرين، ومواصلة زخم نجاحاتها كسوق مزدهر يمضي بوتيرة نمو متسارعة لتحقيق الاستدامة للشركة وسوق المال الكويتي والاقتصاد الوطني، كما نتطلع الى أن تقدم البورصة تجربة نوعية تخاطب تطلعات كافة أطراف المتعاملين في السوق، اضافة الى الشركات التي ترغب في الإدراج، سواء من داخل الكويت أو خارجها».
وأعرب البحر عن سعادته بإعادة افتتاح قاعدة التداول في مبنى بورصة الكويت، واستكمال تطوير السوق، موجها الشكر الى مجلس الإدارة على تسمية القاعة (ناصر الخرافي وجاسم البحر)، إذ لعبا دورا كبيرا في السوق الذي كان عزيزا عليهما.
استمرار تحديث المرافق
بدوره، شكر رئيس مجلس إدارة بورصة الكويت حمد مشاري الحميضي عضوي مجلس الإدارة الخرافي والبحر، حيث قال:«نحن سعداء بإعادة افتتاح قاعة التداول بحلتها الجديدة، وذلك بفضل التبرع السخي من زميلي بدر الخرافي وطلال البحر لتحديث المرفق».
وأضاف الحميضي: «ستستمر البورصة في تحديث باقي مرافق المبنى بما يسهم في عمليات الاستدامة المؤسسية للشركة، إضافة إلى الاستمرار في دعم استراتيجية الشركة وخطط تطوير البنية التحتية وبيئة العمل وفقا للمعايير الدولية، والعمل على تنمية سوق مالي يتمتع بالسيولة والمصداقية».
تحديث شامل للبنية التحتية
تمت إزالة شاشات التداول القديمة من قاعة التداول ومواقع أخرى داخل المبنى وعلى واجهاته، واستبدالها بشاشات جديدة تتميز بأحدث التقنيات وإمكانيات أكبر لإدارة وبث المحتوى، ذات كفاءة عالية واستهلاك أقل للطاقة يصل الى أكثر من 50% مقارنة بالشاشات القديمة. كما تعاقدت البورصة مع شركة متخصصة لإعادة تدوير مجموعة كبيرة من الأجهزة الالكترونية التي زاد عددها عن الالف جهاز.
ومن جهة أخرى، تعمل البورصة حاليا على استكمال تحديث العديد من مكونات البنية التحتية للمبنى، بما في ذلك المصاعد والسلالم الكهربائية، وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC).
وستسهم هذه العمليات في خفض استهلاك الطاقة بمعدل يتجاوز 20%، وذلك سعيا منها لتخفيض التأثير السلبي على البيئة، مما يعزز مكانة بورصة الكويت كمؤسسة تلتزم بمسؤولياتها البيئية والاجتماعية وتعمل على تنفيذ عمليات مستدامة.
التخطيط لإدراجات حكومية
كشف بدر الخرافي، عن السعي الى إدراج شركات حكومية في بورصة الكويت، حيث قال: «من الممكن أن نشهد إدراجا لشركات حكومية في الفترة المقبلة، حيث نعمل على هذا الأمر».
وأشار إلى أن البورصة بعد الخصخصة شهدت الكثير من التغييرات التي ارتقت بها، مبينا أن افتتاح قاعة التداول يعد إحدى لمسات القطاع الخاص، بعد عملية تطوير باتت بعدها القاعة ديجيتال بتغييرات جذرية.
وأكد الخرافي على أنه لا يوجد لديه سقف أعلى أو حد للتطوير، حيث قال: «دائما سنطور في البورصة، فمن يضع حد للتطوير سيفشل، ونحن دائما سقفنا مفتوح للمزيد من التطور».
استكمال مراحل تطوير السوق
قال طلال جاسم البحر، إن الطرف المقابل المركزي «ccp»، ضمن الخطوات الاستراتيجية التي تعمل عليها منظومة السوق، مشيرا إلى أنه يعد أهم خطوة بتطوير السوق، ومتوقعا الانتهاء منه بنهاية العام الحالي، إذ يعطي البورصة خيارات أفضل بما تقدمه للمستثمر، كما يساهم في تطوير مراحل أخرى. وأضاف: «نأمل استكمال التطوير بالبورصة، فهذه بداية والمراحل القادمة أفضل».
منصة خاصة لقرع الجرس
شملت أعمال التطوير والتحديث توفير منصة خاصة لقرع الجرس داخل قاعة التداول مزودة بجرس نحاسي ميكانيكي تم تصنيعه خصيصا لبورصة الكويت، والذي يحمل نقوشا محفورة مستوحاة من زخارف نسيج السدو الكويتي، والتي تم تخصيصها لفعاليات المسؤولية الاجتماعية لرفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية والاجتماعية.
بالإضافة إلى فعاليات إدراج الشركات والصناديق الاستثمارية. كما تطل منصة قرع الجرس على مركز إعلامي مجهز بالكامل لتغطية فعاليات المسؤولية الاجتماعية والأحداث الإعلامية مثل المؤتمرات الصحافية والمقابلات التلفزيونية.
كما أنه جار الانتهاء من تجهيز قاعة المؤتمرات وقاعة التدريب بأحدث التقنيات لاستضافة الندوات والدورات التدريبية وبرامج التثقيف المالي، وذلك بالتعاون مع المنظمات والشركات المتخصصة المحلية والدولية، بما يتماشى مع التزام بورصة الكويت بزيادة الوعي بسوق المال الكويتي والاستثمار به، وذلك ضمن أنشطة الشركة التي تنطوي تحت ركيزة التعليم من استراتيجية الاستدامة، والهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتعلق بالتعليم.