أين موقع وزارة الأوقاف من المدن الصحية؟ هذا السؤال يطرح نفسه منذ بداية تنفيذ مبادرة المدن الصحية إذ أن دور وزارة الأوقاف كشريك رئيسي لهذه المبادرة المجتمعية يعتبر مهما جدا، حيث إن البعد الديني والروحي للصحة بمفهومها الشامل قد يكون أحد عوامل النجاح للمبادرة ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستوى الإقليمي.
وهناك العديد من الدراسات عن تأثير البعد الديني والروحي في تعزيز الصحة وقد يكون من المناسب مراجعة معايير تطبيق المدن الصحية والتأكد من توافر هذا البعد المهم، وإنني أتذكر تجربة عشتها عن قرب وهي إشراك رجال الدين بعد اجتيازهم دورات تدريبية وورش عمل في برامج الوقاية والتصدي للإيدز وقد كانت التجربة ناجحة وواعدة.
وإن لدينا من الدعاة ورجال الدين من يستطيعون بالشراكة الحقيقة في المبادرة أن يقدموا الكثير حول التأصيل الشرعي لمعايير المدن الصحية وآلية تطبيقها حيث إنه يوجد في وزارة الأوقاف قيادات وأدوات تمثل إضافة للمبادرة مثل إذاعة القرآن الكريم والبرامج الدعوية التي أثبتت نجاحها في الكثير من أمور الدنيا.
كم أتمنى أن تكون مبادرة المدن الصحية الوطنية بالكويت نموذجا جديدا حول إشراك وزارة الأوقاف في لجان المبادرة على مستوى المحافظات والمدن المختلفة وأن يكون الدعاة ورجال الدين إلى جانب المحافظين والمختارين في الفعاليات الخاصة بالمبادرة حيث إن وجود وزارة الأوقاف بما يسودها من فكر مستنير للوسطية هو عامل نجاح يجب استثماره لنجاح المبادرات المجتمعية مثل مبادرة المدن الصحية التي أتمنى أن تشمل جميع المدن ولا تتوقف فقط عند أعداد محدودة.
وعلى سبيل المثال إن المدن في الصليبية والجهراء في حاجة لأن تلحق بقطار المدن الصحية ولديها البنى الأساسية والكوادر في أجهزة المحافظات القادرة على الإبداع لتحويل الصحة إلى اهتمام والتزام يومي بجميع المدن والمناطق لتتسابق جميعها في تنافس إيجابي مع ما حققته مناطق أخرى بالكويت.
وعندما نتحدث عن الجانب الروحي للصحة فهو حديث جديد وقديم وأتذكر الآن قرار صادر من جمعية الصحة العالمية منذ عدة عقود وبالتحديد في الثمانينيات من القرن الماضي وكانت الكويت إحدى الدول التي اقترحت القرار رقم 37 أمام الجمعية عن البعد الروحي في الاستراتيجية العالمية لتوفير الصحة للجميع ومازالت مبررات القرار سارية وصالحة للتطبيق من خلال مبادرات المنظمة.