في الأسبوع الماضي أمطرنا بفضل الله والحمد لله، إلا أن القصور في معالجة مياه الأمطار أدى إلى توقف حركة المرور على بعض الطرقات بسبب غمرها بمياه الأمطار، وقد أدى ذلك إلى خلق حالة من التذمر الشعبي.
ومما لا شك فيه أن هذه الأزمة البيئية، أو الكارثة كما يسميها البعض، لن يوقف أضرارها شيء بالمستقبل إلا من خلال اعتماد خطة محددة لمعالجة هذا النوع من الأزمات من خلال اعتماد نظرية المراحل الثلاث للأزمة وهي: الاستعدادات اللازمة قبل الكارثة وأثناء الكارثة وبعد الكارثة لكن للأسف لم نر هذه الاستراتيجية الدفاعية على أرض الواقع ويمكننا التعليق على ذلك من خلال الآتي:
٭ أولا: قبل الكارثة: قد تكون البنية التحتية غير مصممة لمواجهة مثل هذه الكمية من الأمطار مقارنة بالمناطق القديمة التي لا تعرف الغرق، والتي صممت وأنشئت بنيتها التحتية بذمة وضمير، أو ان الوزارة المعنية لم تقم بعمل صيانة دورية كاملة لهذه المجارير.
ومع ذلك لا ننسى إسهامات البروفيسور والرئيس السابق لقسم الجيولوجيا بجامعة الكويت د.إبراهيم الرفاعي وفريقه، والذي اقترح تحويل هذه المياه إلى بحيرات من خلال إنشاء أسوار أسمنتية مائلة على سطح الأرض لتكون محابس لمياه الأمطار اللاحقة.
وقد نجحت خطته في حبس المياه عن مدخل طريق الدائري السابع من جهة الجهراء.
٭ ثانيا: أثناء الكارثة: باستثناء الإطفاء وأفراد وزارة الداخلية، لم نر أثناء هذه الكارثة أي تدخل أو استعدادات مسبقة للدفاع المدني أو مكتب إدارة حالات الطوارئ التابع لمجلس التعاون الخليجي.
وكذلك لم نر أي آليات للدفاع المدني، ولم نسمع عن تأهيل وتدريب للمتطوعين أو تدخل فرق من الحرس الوطني أو وزارة الدفاع، ولم نر صهاريج لسحب المياه المحصورة في الأنفاق أو المناطق المنخفضة التي تحير بها مياه السيول وتدمر ممتلكات ساكنيها.
٭ ثالثا: بعد الأزمة: بهذه المرحلة عادة تكون الأمور طيبة وتكون ميكانيكية العمل جيدة خصوصا في مجال سحب المياه العالقة بالأنفاق وبعض المناطق.
كذلك لابد أن يكون هناك تقرير ميداني يتم إعداد مادته من خلال الكشف عن نقاط القصور والخلل في الخطة السابقة لكي يستفاد منه عند إعداد الخطة المستقبلية لمواجهة الأمطار والسيول.
وأخيرا، علينا أن نلغي نظرية «الفاس طاح بالراس»، ونعتمد على مبدأ «الوقاية خير من العلاج».
[email protected]