في العمل الصحافي والإعلامي يتاح للصحافي مقابلة جميع أطياف المجتمع، ولكن عندما تقابل شخصية عظيمة لا شك أنك تتوقف كثيراً عند هذه الشخصية المتميزة، والعم محمد الشارخ من هذه الشخصيات التي سبقت زمانها بنصف قرن، ففي الوقت الذي كان أهل الكويت ينمون بلادهم بشتى جوانب الحياة، نجد العم محمد الشارخ قد اتسع أفق التفكير عنده لتعريب الحاسوب (الكمبيوتر)، ولا شك أن هذه المهمة إن لم تكن صعبة بل مستحيلة، ولكن مع إصرار العم الشارخ على هذا المشروع الرائد، أحضر من القاهرة العالم المصري نبيل علي الذي وضع أسس وقواعد اللغة العربية في الحاسوب، وكان «حاسوب صخر» فتحاً عظيماً ليس للكويت فقط، وإنما لكل الناطقين بالعربية، وكانت الطوابير لاقتناء هذا الحاسوب طويلة.
وقد حصل العم الــشارخ علــى 3 براءات اختراع من الولايات المتحدة، وهي «OCR» التعرف الضوئي على الحروف، والترجمة الآلية من العربية للإنجليزية، والنطق العربي، وحصل كذلك على العديد من الجوائز الدولية، كان آخرها الفوز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2021م، وهي من أكبر الجوائز في الوطن العربي والعالم.
ولكن، أين تكريم هؤلاء الرواد في وطنهم الكويت أمثال العم محمد الشارخ؟ لماذا لا يفوز بجائزة الكويت التقديرية؟ أين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عنهم؟ أين كل مؤسسات الدولة باعتماد هذا البرنامج لحواسيب العمل الحكومي؟ أين الدولة من تبني هؤلاء المبدعين من خلال إنشاء المراكز البحثية للغة العربية والاهتمام بها، ويكون أحد هذه المراكز باسم العم محمد الشارخ، الله يطول بعمره ويحفظه.
إن الإبداع لدى الكويتيين كثير، ولكن ينقصه من يرعاه، وأنا لا أعلم أين مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، فأمثال العم محمد الشارخ كثر، ولكنه «حفر الصخر» ليبقى هذا المشروع في الكويت، ولكن لا أعلم ماذا سيعمل الشباب إذا تبناهم أحد من الخارج؟ ودمتم.
٭ نكشة: الإبداع إن لم ترعه الدولة يهاجر، فالإبداع ليس له وطن.
[email protected]