أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقوف المنامة مع كازاخستان ودعمها لجهودها في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، معربا عن تمنياته لكازاخستان وشعبها الصديق بدوام الأمن والازدهار.
وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا) أن ذلك جاء، خلال اتصال هاتفي امس مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، حيث ثمن توكاييف دور البحرين في تعزيز روابط علاقات الصداقة الأخوية بين البلدين.
من جهته، اعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية خلال اتصال هاتفي مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، عن دعم دولة الإمارات «لكل ما يحقق استقرار كازاخستان ويحفظ أمنها». وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» أن الشيخ محمد بن زايد أكد للرئيس توكاييف «دعم دولة الإمارات كل ما يحقق استقرار كازاخستان ويحفظ أمنها ومؤسساتها وسلامها الاجتماعي».
وعبر ولي عهد أبوظبي عن ثقته في قدرة الحكومة والشعب في كازاخستان على «تجاوز هذه الفترة الصعبة في أسرع وقت».
من جهته، أعرب الرئيس توكاييف عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد لموقفه ومساندته لكازاخستان، منوها بـ «عمق العلاقات التي تجمع بين كازاخستان والإمارات في مختلف المجالات».
في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن روسيا لن تسمح بزعزعة الوضع في الدول الأعضاء بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وتنظيم «ثورات ملونة» فيها، فيما وصف الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف اعمال العنف والشغب التي وقعت في بلاده بـ «محاولة انقلاب».
ووصف بوتين في كلمة له خلال قمة افتراضية عقدها قادة الدول الأعضاء في المنظمة التي تضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وأرمينيا- ونقل وقائعها التلفزيون الروسي- الأحداث التي جرت في كازاخستان بـ «عدوان من مجموعات ارهابية تلقت تدريبها في الخارج» وأن الهدف من إرسال قوات المنظمة الى كازاخستان يتمثل في «إقامة سد مانع أمام الارهابيين واللصوص وقطاع الطرق وغيرهم من العناصر الاجرامية الذين سعوا لتقويض مؤسسات الدولة وتعطيل مهامها وزعزعة الوضع الداخلي».
وشدد على ان قوات منظمة معاهدة الامن الجماعي في كازاخستان «ستعمل هناك فترة محدودة وفقا لتقدير ورؤية القيادة الكازاخستانية»، مضيفا انه «سيتم سحبها من كازاخستان بمجرد الانتهاء من انجاز مهامها».
ووصف تدخل القوات المشتركة للدول الأعضاء في المنظمة، بأنه «عمل مشروع جاء بناء على طلب رسمي من القيادة الكازاخستانية وعلى أساس ميثاق المنظمة الذي ينص على ضرورة التزام كل الدول الأعضاء بتقديم المساعدة العسكرية لأي دولة عضو في حال تعرضها لعدوان خارجي».
وأكد أن هذه القوات «تقوم فقط بحراسة المنشآت الاستراتيجية والبنية التحتية ولا تشارك في العمليات الأمنية ضد الارهابيين التي تتولى القيام بها قوات الأمن والجيش الكازاخستاني».
وحث الدول الاعضاء في المنظمة على بلورة آليات للتصدي للتدخل الخارجي، محذرا من مخاطر استخدام الفضاء السيبراني في عمليات تشكيل الخلايا النائمة وجر مواطني البلاد للانخراط في أعمال منافية للقانون.
من جهته، قال الرئيس الكازاخستاني في مداخلته بالقمة، ان اعمال العنف والشغب التي وقعت في بلاده «كانت محاولة للقيام بانقلاب حكومي». وأشار الى انه «بالرغم من استجابة السلطات لمطالب المحتجين فإن المجموعات الإرهابية تحركت وفق خطة محكمة وفي آن واحد بجميع المناطق لارتكاب أعمال نهب وعنف بهدف تقويض النظام الدستوري وتدمير مؤسسات الدولة والاستيلاء على السلطة».
وكشف توكاييف عن أن المسلحين تخلوا عن خطط الاستيلاء على القصر الرئاسي بعد علمهم بوصول قوات معاهدة منظمة الأمن الجماعي. وقال: «توجهت كازاخستان بطلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وقد تخلى المسلحون عن خططهم للاستيلاء على القصر الرئاسي بعد علمهم بوصول ثلاث طائرات نقل عسكرية لقوات هذه المنظمة إلى العاصمة نور سلطان».
وقد تلقت حكومة الرئيس توكاييف دعما قويا من الصين التي أكدت استعدادها لدعم كازاخستان «بكل قوة» في الحفاظ على الاستقرار ووقف العنف في أكبر دول آسيا الوسطى.
ميدانيا، ذكرت السلطة في كازاخستان امس أن عدد المعتقلين ارتفع إلى ما يقرب من 8000 شخص منذ بدء الاحتجاجات.
وذكرت وزارة الداخلية الكازاخستانية، أنه تم اعتقال 7939 شخصا في جميع أنحاء البلاد، كما أفادت لجنة الأمن القومي ووكالة مكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب، بأن الوضع في البلاد «استقر وتحت السيطرة».