خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكري ومن خلال معتقدات تمارسها، مشددا على أن جهود الدولة المصرية المتعلقة بحقوق الإنسان وعدم التمييز لم تقدم عليها تحت أي نوع من أنواع الضغوط، بل في ضوء المعتقدات والأفكار التي تؤمن بها. وقال الرئيس السيسي، في مداخلة امس أمام جلسة «نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي بالأمم المتحدة»، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، إن التنوع والاختلاف سنة من السنن الكونية. وأضاف الرئيس إن التنوع والاختلاف بين الناس والدول هو الواقع، وأخشى أن يكون اللون أو المشارب السياسية الواحدة في العالم نوعا من أنواع «الاستعلاء بالممارسة». وقال الرئيس إن جائحة كورونا لم تعط فرصة للدول في التعامل معها إلا من خلال فرض إجراءات وقيود، وأن هذه الإجراءات التي صاحبتها كانت كاشفة لقضية حقوق الإنسان، وأن القيود التي فرضتها الدول الغربية خلال الجائحة كان بعضها ضد مبادئ ومفاهيم «تتصور هذه الدول أنها ضمن حقوق الإنسان، مثل حرية التنقل وحرية التطعيم وغيرها».
وأوضح أن المصلحة العليا للعالم كافة اقتضت فرض هذه الإجراءات والقيود، لأن الهدف منها حماية العالم كله وحماية الدول، مشيرا إلى أن هذا ألقى الضوء على اقتصار حقوق الإنسان في حرية التعبير والممارسة السياسية.
وأشاد الرئيس السيسي بجهود المشاركين في الجلسة للخروج بنموذج المحاكاة بهذه الصورة.
وأكد الرئيس السيسي، أن مجابهة الأوبئة والأمراض الخطيرة والزيادة السكانية والسيطرة عليها هي أمور من المهم وضعها في بند من بنود حقوق الإنسان، مبينا أن هذه الموضوع يمثل تحديا كبيرا للكثير من الدول. وأشار إلى أن النمو السكاني في الدول الغربية متوقف وثابت على مدى 40 عاما بما يعني أن بنيتها الصحية ليست بحاجة إلى دعم، ولكن دولة على غرار مصر بها زيادة سنوية بنحو 2.5 مليون نسمة، وكل عام نحتاج إلى تعزيز، ليس للبنية الصحية فقط، وإنما للبنية التعليمية بما تتضمنه من مدارس وجامعات وهو أمر يجب أن يوضع في الاعتبار على أنه تحد من التحديات.
وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة التناول المتكامل والشامل للأوضاع في مصر ووضعها في الحسبان عند تناول قضية حقوق الإنسان، مشيرا إلى ضرورة الالتفات إلى ما تواجهه مصر من تحديات، مؤكدا على ضرورة أن يتم وضع قضايا مثل توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم المناسب باعتبارها حقوقا أصيلة من حقوق الإنسان وأنها تمثل تحديات للدولة المصرية.
وتساءل الرئيس:«ماذا لو لم تقدم الدولة تعزيزا للعملية الصحية يتناسب مع حق المواطن المصري في الصحة، فهل تكون وقتها قد قصرت في حق مواطنيها في توفير العلاج الصحي الجيد وأيضا الأمر نفسه على توفير التعليم الجيد؟ وهل هذا يعد تقصيرا في حقوق الإنسان؟، وأجاب الرئيس «يجب وضع كل هذه الأمور عند تناول حالة حقوق الإنسان في مصر باعتبارها تحديا يواجه الدولة المصرية وهو ما يتطلب أن يكون التناول متكاملا وشاملا».
وتابع الرئيس: «هناك زيادة سنوية في عدد السكان في مصر تبلغ 2.5 مليون نسمة، ألسنا مطالبين بتوفير فرص العمل اللازمة لهم؟ أليس هذا حق من حقوق الإنسان أن يعمل ويعيش؟، وكيف يتم ذلك؟، لذا أنا أدعم وأتفق وأؤكد تماما فكرة أن تلك الأمور يجب أن يتم وضعها في الاعتبار عند تناول حالة حقوق الإنسان»، مجددا التأكيد على أنها تمثل تحديات لدول مثل مصر.
وتساءل الرئيس السيسي: أليست الهجرة حقا من حقوق الإنسان؟، مشيرا إلى أن مصر تستضيف 6 ملايين لاجئ جاؤوا إليها نتيجة وجود صراعات أو محدودية القدرات وحجم الفقر الموجود في دول قريبة منا، مشددا على أن مصر لم ترفض استضافتهم لكن رفضت أن يسكنوا المخيمات على أراضيها بل تم دمجهم في المجتمع المصري ويحصلون على كافة الحقوق من مأكل ومشرب وتعليم وصحة وغيرها، رغم أن قدراتنا ليست على قدر كبير من التقدم مثل الدول الغنية لكن رغم ذلك تمت إتاحة ما لدينا لهم دون الكثير من الكلام ولم نسمح أن نكون معبرا لهم ليلقوا مصيرا قاسيا في البحر المتوسط أثناء هجرتهم إلى أوروبا.. ولم نفعل ذلك.
وتابع الرئيس: «إننا نتحدث عن رقم كبير جدا ليسوا 5 آلاف أو 10 آلاف يرفض أصدقاؤنا في أوروبا أن يستقبلوهم.. بل نتحدث عن 6 ملايين إنسان موجودين في مصر ليسوا بمعسكرات لاجئين، فلا يوجد في مصر معسكرات لاجئين على الإطلاق».
وأعرب الرئيس السيسي عن سعادته بتناول هذا الموضوع المهم ضمن جلسات منتدى شباب العالم الرابع وربطه بجائحة كورونا وتأثيرها، لافتا إلى أن الجائحة كانت كاشفة وأن موضوع الهجرة وتعامل الدول معها هو أيضا كاشف لفكرة ومفهوم وممارسة حقوق الإنسان، وتساءل الرئيس: هل ستستقبلون من لا يملك فرصة أم تحافظون على مجتمعاتكم ومكتسباتكم وقدراتكم الاقتصادية ولستم مستعدين لأن تقدموا شيئا لأحد؟.
وقال الرئيس السيسي، إن مصر نجت من الخراب والدمار الذي استهدف المنطقة العربية، لافتا إلى ما تعرضت له ليبيا وسوريا واليمن والعراق والصومال، مشيرا إلى معسكرات اللاجئين التي يتواجد بها ملايين البشر منذ 10 سنوات.
أكد في اليوم الثاني من منتدى شرم الشيخ إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية في 2023
السيسي: مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية
خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن مصر تحدثت مع شركات السيارات في العالم منذ خمس سنوات لتصنيع سيارات كهربائية وأخرى تعمل بالغاز الطبيعي في مصر بديلا عن استخدام الوقود الأحفوري الملوث للبيئة.
وقال الرئيس السيسي - في مداخلة خلال جلسة نقاشية بعنوان «الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية» امس ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم - إن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية، كما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري باستخدام سيارات تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي.
وشدد الرئيس على أهمية تكاتف الدول والقطاع الخاص من أجل مواجهة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن هناك فرصة لتغيير ما يتراوح بين 200 و300 مليون سيارة على مستوى العالم وتحويلها للعمل بالطاقة النظيفة.
وأضاف أن مصر قامت بتطهير جميع البحيرات وتبطين الترع بمسافة تصل إلى 40 ألف كيلومتر، بتكلفة تصل إلى 80 مليار جنيه وتنفيذ مبادرة «حياة كريمة» لتغيير حياة 60 مليون مواطن، مما وفر آلاف فرص العمل للشباب وتشغيل مصانع الأسمنت والحديد ووسائل النقل، بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق وذلك على الرغم من أن مصر لا تعاني من مشكلة الانبعاثات الضارة وتكاد لا تذكر مقارنة بنسبتها على مستوى العالم.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن آليات العمل الإنساني قادرة على مواجهة أي تطورات سلبية، مضيفا أن «الانسان هو المخلوق الذي يمكن أن يدمر ويهدم ولكن لديه القدرة أيضا على أن يصلح ويبني».
ورحب الرئيس السيسي بالمشاركين في الجلسة النقاشية، وقدم لهم الشكر على التناول الذي أثرى هذا الموضوع بشكل كبير، قائلا: «أشكركم على ما قدمتموه من قوة دفع جيدة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (cop27) الذي سيعقد في شرم الشيخ نهاية العام الحالي.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه منذ 100 عام أو أكثر كان حجم «روث مخلفات الخيول» الموجود في نيويورك يصل في بعض الأماكن إلى ارتفاع خمسة أدوار وكانت تتسبب في مقتل آلاف البشر نتيجة استخدام المركبات التي تجرها الخيول في ذلك الوقت، مؤكدا أن في كل محنة وأزمة توجد فرصة وذلك منذ بداية التحرك الإنساني، لافتا إلى بداية صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأميركية في ذلك الوقت والفرصة رآها صانع السيارات الشهير (فورد) وبدأت من خلال هذا الموقف فرصة صناعة السيارات التي نراها حاليا والتي لها تأثير على حجم الانبعاثات في الكون.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية والتعامل معها من الجميع بشكل أو بآخر.
وأكد أهمية إحلال السيارات الكهربائية بدلا من التي تستخدم الطاقة الأحفورية سواء السولار أو البنزين، متسائلا عن عدد السيارات في العالم التي يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء والغاز الطبيعي خلال السنوات الثماني المقبلة، وأجاب: «يمكن أن تمثل نسبة تحويل تلك السيارات 10% أو 20% أو 30%»، معتبرا أنها تمثل فرصة يمكن توفيرها للعمل على إحلال عدد ضخم من السيارات في هذا المجال.
وقال الرئيس: «نحن في مصر تحركنا بصورة سريعة، ومنذ 5 سنوات تحدثنا مع شركات السيارات وأكدنا استعدادنا لإقامة شراكة مع هذه الشركات لإقامة صناعة سيارات كهربائية في مصر»، مضيفا «اننا بدأنا في مصر عمل مبادرات لإحلال السيارات أولا بالغاز الطبيعي، ثم عندما يتوافر لدينا صناعة السيارات الكهربائية - التي أشار إليها رئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي اعتبارا من العام المقبل 2023- سيكون لدينا أول سيارة كهربائية مصرية تم انتاجها، وهذا معناه أننا كدولة نعلم أن السيارة تحتاج الى بنية أساسية ضخمة كي تعمل بشكل أو بآخر».