صدمني هذا الكم الهائل من «البذاءات» التي حملتها تعليقات «كثير» من المتواصلين على مواقع التواصل الاجتماعي «الشامتين» في وفاة المرحومين بإذن الله تعالى المستشارة الجليلة تهاني الجبالي، والإعلامي وائل الإبراشي.
صدق من قال إن أسوأ اختراعين هما المسدس وتويتر، الأول مكَّن الجبان من قتل الشجاع، والثاني سمح للسفيه بأن ينشر رأيه.
لا حول ولا قوة إلا بالله.. كيف أصبح بعضنا بهذا المستوى من بذاءة اللسان، وهذه الدرجة من عدم احترام هيبة الموت؟.. لقد تزايد تطاول هؤلاء على احترام الموت حتى اضطر مفتي مصر الدكتور شوقي علام لوضع منشور على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» يقول فيه: نفقد يوما بعد يوم شخصية عامة، تغادرنا أجسادهم وتسكن تراب الوطن ليشكلوا تاريخه بعد أن كانوا جزءا من تضاريسه، فعلى الراحلين السلام، و«نسأل الله لموتانا الرحمة والمغفرة، كما نسأله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء الشامتون في الموت ممن قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة.. اللهم استرنا ولا تخزنا، ولا تفتنا ولا تفتن بنا، ونسألك يا ربنا حسن الختام».
وتصاعدت حدة بذاءات هؤلاء الشامتين في وفاة الجبالي والإبراشي حتى أصدرت «دار الإفتاء» بيانا أكدت فيه أن تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة، ويزيد الأمر بعدا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصاً على نجاة جميع الناس من النار، وليس الموت مناسبة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تسعفك مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له، فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازناً على الجنة أو النار، فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.
اللهم ارحم موتانا.. واغفر لخلقك أجمعين.. ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]