- حيات: تقدمنا كثيراً.. والمشاركة في صنع القرار لا تتسق مع الطموح
- الغانم: المرأة المعاقة أثبتت نجاًحا كبيراً في الرياضة البارالمبية
- الأيوب: لا يوجد نص تشريعي يمنع المرأة من المشاركة بصنع القرار
- المونس: السنوات القليلة الماضية شهدت تقدماً وحضوراً فاعلاً للمرأة
هادي العنزي
شهدت الرياضة النسائية في السنوات القليلة الماضية، طفرة استثنائية ملحوظة، ونقلة نوعية في العمل الرياضي بمختلف مستوياته، الإدارية، والفنية، لكن في مقابل هذا الزخم الكبير، تبدو المرأة بعيدا عن مركز صنع القرار، فالأرقام التي لا تكذب تكشف لنا بصورة لا يعتريها الشك أن هناك 5 سيدات رياضيات يشاركن في صنع القرار الرياضي، وهن: فاطمة حيات، وبلسم الأيوب، وشريفة الغانم، ورابعة الهاجري، وفي السلطان، ليطرح هذا العدد الضئيل من القيادات الرياضية العديد من الأسئلة في الشارع الرياضي، عن الأسباب والمسببات، خاصة في ظل وجود مطالب دولية بتواجد المرأة في مراكز صنع القرار الرياضي سواء في الأندية الشاملة أو المتخصصة، وكذلك الاتحادات الرياضية، من قبل المؤسسات الرياضية الدولية، وبما يتوافق مع الميثاق الأولمبي.
«الأنباء» التقت عددا من القيادات الرياضية النسائية، لتستطلع منهن عن مدى مشاركة المرأة في صنع القرار الرياضي، وما هو المطلوب لتكون مشاركتها ايجابية وفاعلة.
في البداية، ذكرت عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة فاطمة حيات أن نسبة وجود المرأة في المراكز القيادية أقل من 5%، وهذه النسبة قليلة لا تتسق مع طموح المرأة، ولا تتناسب مع الوجود الفاعل لها في جميع الأندية والاتحادات الرياضية، عبر مشاركتها في 24 رياضة مختلفة، ونأمل من الجهات المسؤولة والقيادات الرياضية في الدولة ان تقدم مزيدا من الدعم والاهتمام، لإعطاء الفتاة الكويتية حقها المكتسب، وتمكينها في المجال الرياضي، للمشاركة في صنع القرار الرياضي، خاصة أنها أثبتت نجاحا باهرا في مختلف الميادين الرياضية المحلية منها والخارجية، وقدرتها على صنع الفارق، رغم العقبات الكثيرة التي واجهتها.
وأشادت حيات بالدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه الهيئة العامة للرياضة ممثلة بالمدير العام حمود فليطح، ومساعده د.صقر الملا، ومجلس ادارة اللجنة الاولمبية برئاسة الشيخ فهد الناصر، مضيفة اننا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لولا دعم القيادات الرياضية الحالية التي تؤمن بدور وأهمية رياضة المرأة، ونتمنى عليهم تقديم مزيد من الدعم في الفترة المقبلة، لتحقيق الرؤية التي نأمل، والأهداف التي نرجو.
اهتمام عالمي بالمرأة المعاقة
من جهتها، أكدت الأمين العام للجنة البارالمبية الكويتية شريفة الغانم أن المرأة أثبتت نجاحا كبيرا في الرياضة البارالمبية. وقالت: «لدينا تاريخ كبير ومشرف من الانجازات الرياضية التي حققتها المرأة في ألعاب ذوي الإعاقة، وهذا الأمر من شأنه أن يفتح الباب واسعا لمشاركتها في صنع القرار، سواء في اللجنة البارالمبية أو أندية المعاقين على حد سواء، فضلا عن أن للمرأة المعاقة دورا فاعلا في مختلف المجالات، كما أن اللجنة البارالمبية الدولية تولي اهتماما كبيرا بالعنصر النسائي، فهي تمنح مقعدين إضافيين مقابل مشاركة لاعبة واحدة في البطولات الدولية، الأمر الذي يدفع لإتاحة وتهيئة مزيد من الفرص لأخواتنا وبناتنا الرياضيات من ذوي الإعاقة.
وأكدت الغانم أن للأسرة دورا مهما وحيويا في المشاركة في صناعة الشخصية الرياضية القيادية للفتاة من ذوي الإعاقة، جنبا إلى جنب مع الأندية الرياضية للمعاقين، مضيفة ان الأعداد المتوافرة حاليا ليست بمستوى الطموح، وأتمنى على جميع الأندية مزيدا من الدعم والرعاية والاهتمام، لاستقطاب عدد أكبر من اللاعبات في الفترة المقبلة، فالطموح دائما عال رغم الاهتمام الكبير الذي تشهده الأندية في الوقت الحالي، وسوف نسعى الى صنع قائدات رياضيات من ذوات الإعاقة، لتمكينهن من المشاركة في صناعة القرار، فوجودهن ضرورة إلى جانب الرجل، وهن محل ثقة.
المبادرة والتكامل يصنعان القرار
من جانبها، أكدت عضو مجس إدارة نادي الكويت بلسم الأيوب عدم وجود نص تشريعي، أو عرف اجتماعي يمنع من مشاركة واسعة للمرأة في صنع القرار الرياضي، وكانت البداية في ستينيات القرن الماضي مشجعة لمشاركة المرأة، عندما شرعت لها الأندية والاتحادات الأبواب واسعة لاستقبالها، فتقدمت واثقة الخطى بمشاركة إيجابية كبيرة كلاعبة وصانعة قرار، وقد كانت السيدة فوزية بو حمد عضوا في مجلس إدارة نادي السالمية وبالتزكية، ولكن في ثمانينيات القرن الماضي شهدنا توجها مغايرا لما سبقه في العقود السابقة، ليتراجع دور رياضة المرأة، وينحسر في نادي الفتاة فقط، الأمر الذي ترتب عليه تراجع كبير لرياضة المرأة. وذكرت الأيوب أن المرأة حاليا ليس متاحا لها المشاركة في صنع القرار الرياضي في مجالس إدارات الأندية أو الاتحادات الرياضية، لأن تمثيلها قليل جدا، حيث لا يوجد سوى عضوتين لمجلس الإدارة في اتحادي كرة القدم، والسباحة، وثالثة في مجلس إدارة نادي الكويت، وهي نسبة مئوية تكاد لا تذكر، وعليه فهذا الأمر يتطلب المبادرة من شقين لتعزيز دور المرأة في الوسط الرياضي، أولا من جهة المرأة ذاتها عبر تقديم نفسها بالعمل الجاد، وقدرتها على التطوير، سواء في العمل الإداري، أو الفني، فيما الجانب الآخر يتطلب من الرجل منحها الثقة الكاملة في العمل، وتهيئة البيئة المناسبة لها للإبداع، لافتة إلى أنها تشارك في صنع القرار بالتساوي مع إخوانها أعضاء مجلس إدارة نادي الكويت.
وأشارت الأيوب إلى أن مشاركة المرأة في صنع القرار الرياضي مستقبلا يعتمد على الكوادر النسائية الحالية، ومدى قدرتهن على الإجادة والتطوير، والتغلب على التحديات والمصاعب.
بيئة العمل أساس النجاح
من جانبها، أكدت رئيسة لجنة رياضة المرأة في اتحاد كرة اليد د.الجازي المونس أن الوضع تغير كثيرا للأفضل عنه في السنوات الماضية، وقالت: لم تكن هناك أي مشاركة للمرأة في صنع القرار الرياضي بشكل عام، ولكن في السنوات القليلة الماضية شهدنا تقدما ملحوظا، وحضورا فاعلا للمرأة في مختلف الميادين الرياضية، بفضل شغف و«قتالية» المرأة، وحرصها على تواجدها في الساحة الرياضية، وتعد فاطمة حيات بمنزلة المقاتل الشجاع في هذا الأمر، وتمكنت من تسجيل حضور نسائي مؤثر في صنع القرار الرياضي، وفي المجمل فإن المرأة قادرة على صنع عمل رياضي متقن وناجح، متى ما توافرت البيئة المثالية للعمل، سواء من مجلس إدارة أو قوانين وقرارات داعمة.
وذكرت المونس أن غياب المرأة على المشاركة في صنع القرار تجلى واضحا في عدم اعتماد الاحتراف الجزئي للكثير من اللاعبات اللاتي اجتزن كافة الشروط الواجب توافرها للحصول على راتب الاحتراف الجزئي، بالإضافة إلى إقرار الميزانيات المتعلقة برياضة المرأة، مضيفة أن المرأة الرياضية في الفترة الحالية تشارك في صنع القرار عبر إبداء الرأي فقط.