تتناقل المواقع الإعلامية أنباء عن تقارب خليجي جماعي مع الصين وتذهب التحليلات إلى التنبؤ بمستقبل العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، بل ذهب البعض إلى التفكير في بناء تحالفات على مستويات متعددة وعلى المستوى الصحي، فإن العلاج بالإبر الصينية والطب التقليدي قد يكون أحد ملامح العلاقة الجديدة.
وهو ما يعني أن تكون لدينا المعرفة والنظم والتشريعات بخصوص الطب الشعبي أو الطب التقليدي الصيني والمنتجات ذات العلاقة بالصحة، ومن بينها بالفعل ما يتم تسويقه عبر المواقع أو ما يتم إحضاره بصحبة مسافر أملاً في تخفيف الوزن أو لأغراض أخرى وعادة للتعرف على مكوناتها ليس بالأمر السهل.
ومع التخطيط للعلاقات الجديدة مع الصين، فإن ما يتعلق بالصحة والطب يجب أن نستعد له بالمعرفة والقوانين والقرارات المنظمة للممارسات المختلفة التي قد تفرض نفسها مثل العلاج بالإبر الصينية والعلاج والطب الصيني والأدوية والأعشاب الصينية وهي ما أعتقد أن هناك قصورا في تنظيم ممارستها أو تداولها.
ويجب أن تكون للمختصين في الصحة والطب والمنتجات الطبية رؤية واضحة في هذا الأمر قبل أن تغرق أسواق الرعاية الصحية بمثل تلك الممارسات دون أن يسبقها تنظيم ومعرفة وتأهيل متخصصين لممارستها، لأن الصحة ليست مجالا للاجتهادات غير المتخصصة، خصوصا أن كليات التعليم الطبي والصحي لم تتطرق مناهجها وبرامجها إلى الوخز بالإبر الصينية أو العلاج بالأعشاب الصينية أو الطب الشعبي والذي يحلو للبعض أن يطلق عليه لأغراض التسويق الطب البديل بالرغم من أنه ليس بديلا عن الطب والبعض يطلق عليه اسم الطب التكميلي وسواء كان المسمى الطب البديل أو الطب التكميلي أو الطب الشعبي فهو مجموعة من ممارسات الرعاية الصحية التي لا تدخل ضمن تقاليد البلاد ولا تندرج ضمن نظام الرعاية الصحية الرئيسي.
وأعتقد أن الجهات المختصة لن تغفل عن وضع النظم والقرارات في هذا المجال المهم من أجل الصحة والتصدي لأي ممارسات غير مشروعة أو غير قانونية.