أعطت ألمانيا جرعة دعم كبيرة لأوكرانيا أمس، وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إنها تأمل في حل التوترات المتصاعدة مع روسيا حول أوكرانيا بالسبل الديبلوماسية، لكنها حذرت من أن روسيا ستعاني إذا هاجمت جارتها.
وتأتي الزيارة الأولى للوزيرة الألمانية الجديدة إلى أوكرانيا في خضم أزمة جيو-سياسية تتهم فيها دولا أوروبية والولايات المتحدة الكرملين بالسعي لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، ما من شأنه أن يشعل نزاعا قد يزعزع استقرار القارة.
وقالت الوزيرة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا في كييف، التي ستتوجه منها إلى موسكو، «أي عمل عدواني روسي جديد سيكون له ثمن باهظ، اقتصاديا واستراتيجيا وسياسيا». وأضافت «الديبلوماسية هي السبيل الوحيد».
وجاءت تصريحاتها عشية لقاء مرتقب ستجريه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو. وأضافت «نحن مستعدون لبدء حوار جدي مع روسيا» من أجل محاولة نزع فتيل وضع «خطير جدا» حاليا.
من جانبه، قال كوليبا إن أوكرانيا وألمانيا متحدتان في الضغط لإحياء محادثات السلام الرباعية لإنهاء الحرب في شرق أوكرانيا والتي تشارك فيها ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا. وتلقت أوكرانيا، التي تم استبعادها من كثير من محادثات الأسبوع الماضي، تأكيدات من الحلفاء بأنه لن يتم اتخاذ قرارات حول مستقبلها دون مشاركتها وموافقتها.
وأضاف كوليبا في المؤتمر الصحافي «الأمر المهم بالنسبة لنا هو ألا تتخذ برلين أو باريس أي قرارات حول أوكرانيا في غيابها، وألا تتخذا أي إجراءات دون عملنا فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا. هذا هو المهم الآن».
ومضى قائلا «لذلك أود أن أشكر أنالينا على اتخاذ مثل هذا الموقف المبدئي».
وتقدم ألمانيا الدعم لأوكرانيا بالمساعدات والمساندة الديبلوماسية في المواجهة بينها وبين موسكو منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في 2014.
إلى ذلك، عاد الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو إلى كييف أمس ليواجه اتهامات له بالخيانة في قضية جنائية يقول إن حلفاء خلفه فولوديمير زيلينسكي لفقوها له.
وخلال مواجهة وجيزة، اتهم بوروشينكو حرس الحدود بانتزاع جواز سفره عند وصوله على متن طائرة قادمة من وارسو. وفي وقت لاحق، ظهر أمام حشد من أنصاره يلوحون بالأعلام خارج المطار.
وتمثل عودة بوروشينكو مواجهة مع حكومة زيلينسكي، فيما يقول منتقدون إنه تشتيت غير حكيم في عز أزمة أوكرانيا مع روسيا. ويجري التحقيق في اتهام بوروشينكو بالخيانة فيما يتعلق بتمويل مقاتلين انفصاليين مدعومين من روسيا عن طريق مبيعات فحم غير مشروعة أثناء توليه السلطة في الفترة في عامي 2014 و2015. ويتهم حزبه زيلينسكي بالعمل بلا هوادة على إسكات المعارضة السياسية.
وقالت حكومة زيلينسكي إن ممثلي الادعاء العام والسلطة القضائية مستقلون، واتهمت بوروشينكو بالاعتقاد أنه فوق سلطة القانون.
وقال بوروشينكو لحشد من أنصاره «نحن لسنا هنا لحماية بوروشينكو، لكننا هنا لنتحد ونحمي أوكرانيا».