يقول خبير العلوم السياسية أرين بوين: إن ثقة المواطنين في حكوماتهم وقادتهم، غالبا ما تتحدد في نهاية المطاف بناء على الرسائل الاتصالية التي يتلقونها من هؤلاء القادة في صورة تصريحات وخطابات وكلمات متلفزة مثلا، وأن القائد يحتاج في مثل هذه المواقف إلى صياغة رؤية متماسكة يشرحها لمواطنيه، للمساعدة على توضــيح طبيعة المشكلة لهم وتـــوحيد صفوفهم، وذلك إذا كان يرغب في الحصول على ما يعـــرف بـ«الإجماع الطوعي»، وإن نجـــاح القادة في نيل هذا الإجـــماع أمر حيوي بالنسبة لهم، لكي يتمكنوا من اتخاذ القرارات وصياغة السياسات.
الكل استمع وقرأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة إلى صاحب «الذهن الحاذق والفكر الصائب»، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر العلي، عن جائحة كورونا والموجة الجديدة الأشد خطرا وأعظمها أثرا وأكثرها ضررا، بكلمات جمع بها المهابة وحسن الإفهام، وقلة عدد الكلام، فتركت لنا أثرا واضحا في النفوس، وذلك بحسن إبحاره وتجواله في مشافهة الجمهور واستمالته والتأثير عليهم بمفردات ظاهرة غير كامنة، وابتعاده عن التعبيرات المجازية، وتنوعه بالصيغ المستخدمة بحسب مقتضى الحال، فأوضح الهدف وأطفأ المفاهيم السلبية «بذهن وقّاد وفكر نقاد»، فحقاً أن يسمى بـ«الإطفائي» الذي يخمد نار الأزمات.
التواصل مع المجتمع يحقق الجانب المعنوي لمفهوم الأمن الشامل، والتخطيط الناجح يساعد صانعي القرار باستشعار الأحداث قبل وقوعها، ولا يجيدها إلا المبدعون المخلصون أصحاب الهمم العالية، التي تنصهر أمامهم الأزمات، وتنفل أمام إرادتهم المعضلات.
فتحية إجلال وإكبار لمعاليكم باختياركم الاستراتيجية المثلى في التعامل مع الأحداث للوصول إلى الأهداف، وبارك الله في علمكم وفكركم الذي اختصر مفهوم إدارة الأزمات بكلمات قليلة ذات معان عميقة، فكنتم «نبعا ثقافيا لا ينضب معينه»، وفقكم الله للصواب وجنبكم الخطأ.
ونختم زاويتنا بقول ابن القيم رحمه الله: «صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]