واصل المتظاهرون المناهضون للانقلاب العسكري في السودان احتجاجاتهم، امس، بإغلاق طرق رئيسية في العاصمة وإعلان حالة العصيان المدني، عقب يوم دام من التظاهرات أسفر عن 7 قتلى وعشرات المصابين.
وأغلق المحتجون الجزء الجنوبي من شارع المطار وهو أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم، كما أغلقوا شارعا رئيسيا في منطقة بري شرق العاصمة قبل أن تواجههم قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وتزيل المتاريس.
وفي حي بحري شمال الخرطوم، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بوضع الحجارة وجذوع الأشجار ورفعوا لافتات كتب عليها: «الحصة وطن».
ورصد صحافيو فرانس برس إغلاق المحال التجارية والصيدليات في الخرطوم وأحيائها المجاورة. وشمل الإغلاق سوق «السجانة» أكبر سوق في السودان لمواد البناء وسط العاصمة.
ووضع على أبواب أحد المحال لافتة كتب عليها «المحل مغلق حدادا على روح الشهيد عثمان الشريف»، وهو صاحب المحل وقد سقط بين قتلى تظاهرات الاثنين الدامية.
كما علقت جامعة الخرطوم للعلوم والتكنولوجيا الدراسة لمدة يومين وأكدت إدارتها في بيان أن ذلك «إيمانا منا بوحدة الموقف تجاه العصيان المدني ونعلن وقوفنا التام مع كل الكيانات والأجسام التي تدعو للاعتصام».
جاء ذلك تلبية لدعوة اطلقها «ائتلاف الحرية والتغيير» المعارض لبدء عصيان مدني شامل لمدة يومين اعتبارا من امس.
وعلى خلفية سقوط سبعة قتلى وأكثر من 100 جريح في «مليونية 17 يناير»، أعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية»، الانسحاب الكامل والمفتوح من المستشفيات النظامية في العاصمة والأقاليم، فيما قرر مجلس السيادة الانتقالي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث وحدد المجلس للجنة 72 ساعة لرفع نتائجها إليه.
واتهمت الشرطة في بيانها المتظاهرين بانتهاج نهج عدائي تجاه منتسبيها من خلال العنف المنظم واستخدام (المولوتوف).
في هذه الأثناء، دعا الاتحاد الأوروبي الجيش في السودان إلى بذل قصارى جهده من أجل الحد من التوتر وإزهاق الأرواح.
وقال الممثل الأعلى في الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمنية جوزيب بوريل في بيان امس ان: «الاتحاد دعم التطلعات الديموقراطية للشعب السوداني منذ البداية وسوف يستمر في ذلك في المستقبل وبكل الوسائل المتاحة».
وفي سياق متصل، عقد ممثلو المجموعة الرباعية الدولية (السعودية والإمارات وبريطانيا وأميركا)، اجتماعا في الرياض امس، جرى خلاله التأكيد على الالتزام بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الدائم في السودان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن الاجتماع أكد أيضا على الاستمرار في تنفيذ أجندة الإصلاحات وتقديم الدعم للسودان ودعم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان.
إلى ذلك، أعلن محمد الحسن الأمين محامي الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، عن إصابة البشير وعدد من المسؤولين السابقين بفيروس كورونا.
وقال الأمين إن البشير ونائبه علي عثمان ومستشاره نافع علي نافع والفاتح عز الدين أصيبوا بفيروس كورونا.