اختيار الزوج
فتاة تقول إنه تقدم لخطبتها أكثر من شخص، وتسأل: ما المعيار الشرعي لاختيار الزوج؟ هل هو الخُلُق أو الدين أو المال أو النسب أو الوجاهة؟
٭ معيار اختيار الزوج هو الدين والخُلُق، أما المال والنسب والوجاهة فأمور تابعة أو ثانوية وجودها أفضل من عدمها، لكن المعيار هو الدين والخُلق وحسن المعاملة والعشرة، وذلك لقوله صلوات الله وسلامه عليه: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فأنكحوه»، وكلما كان هناك تقارب بين مستوى الزوج والزوجة كان أفضل، والتقارب أو التكافؤ مطلوب بالنسبة للمال والنسب والوجاهة أو المستوى الاجتماعي، كل ذلك أدعى لحسن العشرة بينهما، وإذا انعدمت فلا تمنع من قبول الزواج إذا توافر الدين والخلق.
الإسلام لا يقبل التقشف
رجل وسَّع الله عليه بالخير الكثير، ولكنه يقتر على نفسه، ولا يظهر بمظهر حسن ويقول: إن هذا من التقشف الذي أمر به الإسلام، فهل هذا جائز؟
٭ إذا أنعم الله تعالى على امرئ نعمة فينبغي أن يظهر أثرها عليه، لقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدِّث) (الضحى: 11)، ولما روى فضلة بن مالك الحبشي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني سيئ الهيئة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل لك من شيء؟»، قال: نعم، من كل المال قد أتاني الله، فقال: «إذا كان لك مال فليُرَ عليك»، (سنن النسائي، 1998)، وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جميل يحب الجمال، ويجب أن يرى أثر نعمته على عبده..» (التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي، وقال: الحديث ضعيف عن الموسوعة 170/5)، والإسلام يرغب المسلم أن يكون وسطا بين الإسراف والتقتير، أو بين البذخ والتقشف، والإسلام لا يقبل التقشف الذي يعود على صاحبه بالضرر في صحته، أو ضياع حق من يعولهم، أو حق الفقير والمسكين.