تعاني مستشفيات عدة في شمال غرب سورية من نقص التمويل الدولي، ما يهددها بالإقفال جزئيا أو كليا، فيما وجهت منظمة الصحة العالمية نداء طارئا لتوفير أكثر من 257 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية الملحة في سورية. وينذر احتمال توقف المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب ومحيطها حيث يقيم ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، بكارثة صحية جديدة.
ويؤكد د.سالم عبدان، مدير هيئة صحة إدلب المحلية التي تتولى تسيير الشؤون الصحية في تلك المناطق، لفرانس برس «توقف دعم نحو 18 مستشفى» في إدلب ومحيطها منذ نهاية العام الماضي.
واعتادت المستشفيات الحصول على «دعم تشغيلي ورواتب ومستهلكات طبية» عبر مانحين دوليين، بينهم منظمة الصحة العالمية ومنظمات إنسانية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحتاج 3.1 ملايين شخص من إجمالي 4.4 ملايين في شمال غرب سورية إلى مساعدة صحية.
ويقول مدير مكتب المنظمة في غازي عينتاب د.محمود ضاهر لفرانس برس «يتناقص الدعم الدولي بينما الحاجة تتزايد»، لافتا الى توقف بعض المستشفيات عن العمل، من دون تحديد عددها الإجمالي.
ورغم أن عددا منها سيتلقى قريبا دعما من صندوق الأمم المتحدة للدعم الإنساني، لكن ذلك لا ينفي تداعيات نقص التمويل المقدم لدعم القطاعات الانسانية مجتمعة بينها القطاع الصحي.
وتضم منطقة شمال غرب سورية، وفق ضاهر، أكثر من 490 مؤسسة صحية، بين مستشفيات ومراكز صحية يعتمد أغلبها على مساعدات دولية من الأمم المتحدة أو الدول الداعمة، خصوصا الأدوية. ومن شأن أي نقص في هذا الإطار، بحسب ضاهر، أن «يؤثر على حياة مئات الآلاف من الأشخاص».
ودفع نقص التمويل منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي الى توجيه نداء طارئ لتوفير 257.6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية في سورية والحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية، بما يشمل الاستجابة لكوفيد-19 وتقديم خدمات منقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن.
ومن المستشفيات التي تعاني مستشفى يقع في بلدة دركوش في محافظة إدلب، حيث تمكث أم علاء في قسم أمراض النساء، منذ ثمانية أيام. وتقول لوكالة فرانس برس «الرعاية هنا جيدة.. لكن المشكلة أننا نشتري الأدوية من خارج المستشفى ولا أقوى على توفير ثمنها». ويقدم المستشفى خدماته مجانا لأكثر من ثلاثين ألف مريض شهريا. لكن منذ نهاية نوفمبر، أوقفت إحدى المنظمات الدولية دعمها له كليا، وكانت مساهمتها تشكل ثمانين في المئة من إجمالي المساعدات التي يتلقاها.
ويشرح رئيس مجلس إدارة المستشفى د.أحمد غندور لوكالة فرانس برس «تبلغنا في نهاية الشهر التاسع توقف الدعم، وخلال شهري أكتوبر ونوفمبر، وفرت المنظمة دعما جزئيا، ولكن بدون أدوية ولا مستهلكات». ويوضح «نعمل حاليا بالمواد والأدوية المخزنة في المستودعات لكنها بدأت تنفد. لا يمكننا الاستمرار أكثر من شهرين على أبعد تقدير».