خبر صغير تداولته المواقع الإخبارية المصرية مع آخر أيام 2021، بينما أبرزته المواقع العالمية، يقول: رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة الدعوى التي رفعها محاميان يطالبان فيها بوقف وحظر وحجب موقع «تيك توك» عن كامل شبكة الإنترنت في مصر، وأيضا بحذف التطبيق في مصر من متاجر جوجل بلاي وآبل ستور، وما يترتب على ذلك من حظر وحجب جميع المواقع والروابط الإلكترونية التي تعرض إعلانات التطبيق.
لفت نظري الخبر.. وأثار فضولي: ما هذا التطبيق «المرعب» الذي دعا المحاميين لرفع القضايا لحجبه؟.. وعدت إلى الدعوى لأجدها تتضمن اتهامات بأن هذا التطبيق البريء (طالما رفضت المحكمة منعه) يروّج والعياذ بالله ـ للعري والبلطجة والإباحية والعنف والتنمر وأصبح منفذاً لتجارة المخدرات وتسهيل الدعارة والتحريض على الفسق والفجور.
يا ساتر.. هل التطبيق البريء يفعل كل ذلك؟.. أم أن المشكلة في «البشر» مستخدمي التطبيق؟!
أوليست كل تطبيقات السوشيال ميديا سلاحاً ذا حدين تُستخدم في الخير والتعلم.. أو في الشر، حسب توجه من يستخدمها؟
دفعني الفضول لمعرفة ماذا يحتوي عالم «تيك توك» في مصر.. وليتني ما عرفت!!..
بداية، منصة «تيك توك» تستخدم لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة تصل حتى 3 دقائق وتحتوي على كل شيء.. حرفياً كل شيء ممكن تصويره، قد تكون مقاطع تعليمية.. لغات.. موسيقى.. رسم.. طبخ، أو مقاطع راقصة تصل إلى الإباحية الكاملة!
المشكلة في مصر أن سهولة استخدام «تيك توك» أطلقت «الوحش» المدفون في النفوس «المريضة»، «عاهات» نفسية حقيقية، اجتاحت المنصة المسكينة، لا فارق بين متعلم وجاهل، وطبقة راقية أو غير ذلك، حرفياً تفجّرت «بالوعات» من السلوك البشري تستحق أن تفرد لها دراسات مستفيضة، سلوكيات لم أكن أتصور وجودها لدى البشر أصلاً، وفهمت لماذا سعى المحاميان إلى حجب البرنامج، فذلك أسهل كثيراً من إصلاح وتقويم سلوك «الآلاف» من ذوي «العاهات» النفسية الذين استخدموا مبدأ «الحرية الفردية» أسوأ استخدام، والمشكلة عدم وجود أي نوع من الرقابة من المنصة على «أي شيء».. حرفياً، ما أطلق العنان لحثالات البشر دون حسيب أو رقيب، مع استحالة متابعة ما يبثه كل مشارك وتقديمه إلى المحاكمة كما حدث في واقعة شهيرة تم الحكم فيها على فتاة اشتهرت باسم «فتاة التيك توك» بـ 10 سنوات سجناً!!
فما هو الحل؟.. وكيف نتصدى لمهازل «تيك توك»؟
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]