- العبيدلي: أسئلة اختبارات «ميزة» جديدة على الطلبة ولم تأخذ وقتها في المراجعات
- العنزي: «ميزة» مشروع وطني لتقييم التعليم.. والإدارات المدرسية لا تعرف آلية الأسئلة
- تطبيق الاختبارات «أونلاين» يشكك بمصداقية النتائج فقد يكون ولي الأمر ساعد الطالب
- وقت الاختبار غير مناسب للتقييم بالإضافة إلى عدم تفاعل أولياء الأمور مع أهميتها
- الظفيري: الدراسة وآلية تطبيقها قفزة نوعية وتعطي نتائج جيدة من واقع الأسئلة والإجابة
- العجمي: «ميزة» كشفت نقاط الضعف والقوة في العلاقة بين ولي الأمر والطالب والمدرسة
- الشمري: أي أرقام ونتائج تخرج من دراسة مثل «ميزة» تعتبر حقائق ويجب أن نتقبلها
- الغانم: «التعليم عن بُعد» سبب الفاقد التعليمي والطالب لم يكتسب جميع مهارات التعليم
عبدالعزيز الفضلي
أكد عدد من التربويين ان تدني وانخفاض نتائج ومستوى الطلبة في اختبارات دراسة «ميزة» التجريبية التي اعلن عنها المركز الوطني لتطوير التعليم الاسبوع الماضي، تحتاج الى اعادة نظر ومعالجة للخلل، مشيرين الى ضرورة وضع اطار واضح للاختبارات تتم فيه مراعاة الفاقد التعليمي لقياس المستوي الحقيقي لما اكتسبه المتعلم، على ان يتم التنسيق الكامل بين المركز كجهة مسؤولة عن التطبيق والادارات المدرسية بوقت مناسب قبل الاختبار.
وقال التربويون لـ«الأنباء» ان من اسباب تدني مستوى الطلبة في اختبارات «ميزة» ان الادارات المدرسية لا علم لها بطريقة الاسئلة وعدم توضيح كيفية الاختبار للطلبة بشكل اكثر، أو التنسيق بين الجهة المنظمة والمشرفين على الاختبار، كما انه تزامن مع اختبارات الطلاب، لافتين الى ان هذه الدراسة كشفت عن تراجع وضعف التحصيل للطلاب، ولم تحدد المستوى الصحيح للتعليم في الكويت لأنه تم تطبيقها أثناء جائحة كورونا، وهذا احدث فاقدا تعليميا كبيرا لدى المتعلمين بسبب وقف التعليم لفترة من الزمن.
وتمنوا أن يتم تطبيق الدراسة بعد عامين، اذا تم استمرار التعليم الحضوري لتعويض الفاقد الكبير لدى المتعلمين وان يتم تطبيقه بشكل سنوي على جميع مدارس الكويت، للتعرف على جوانب الضعف والقوة لدى أبنائنا، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الموجه الأول للعلوم بمنطقة حولي التعليمية ناصر العبيدلي: لاحظنا انخفاض درجات المتعلمين في اختبارات «ميزة» وذلك لعدة اسباب منها عدم اهتمام المتعلم وولي الامر بالاختبار لقلة التوعية الإعلامية به قبل الاختبار، ووضع اختبارات لم تراع الفاقد التعليمي ولم تأخذ وقتها في المراجعات ونسفت عمل سنوات من اسئلة مختارة وتمت مراجعتها بدقة من قبل التوجيه وادارة المناهج، مشيرا الى ان وقت الاختبار غير مناسب حيث تم في آخر ايام الدوام المدرسي.
وأضـــاف العبيدلي: الاختبــار تــم تطبيقه «أونلاين» وهنا تكمن مشكلة عدم اطلاع المعلم على نقطة الضعف في الاختبار من خلال التساؤلات وسير الاختبار ومن المتوقع ان يكون ولي الأمر قد ساعد المتعلم في الحل وهنا تكون المشكلة في عدم مصداقية النتائج، لافتا الى أن نوعية الاسئلة تختلف عما تعود عليها الطلبة، مشيرا الى عدة حلول لمعالجة الأمر، منها وضع اطار واضح للاختبار يتم فيه مراعاة الفاقد التعليمي للقياس الدقيق للمستوى الحقيقي للطلبة والتنسيق الكامل بين مركز التطوير كجهة مسؤولة عن التطبيق والادارات المدرسية بوقت مناسب قبل الاختبار.
وشدد على اهمية وضع خطة اعلامية بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوعية المتعلم وولي الامر بأهمية الدراسة وخطة تدريبية للمعلمين وخاصة الجدد بآلية وضع الاسئلة بأنماط مختلفة.
وضع الأسئلة
من جهته، اكد مدير مدرسة بلال بن رباح سلامة العنزي ان «ميزة» مشروع وطني محلي ودولي لتقييم النظام التعليمي واكتشاف الصعوبات وتشخيص مواطن القوة والضعف من خلال وضع خطط متكاملة لتطوير التعليم ورفع المهارات الطلابية وتوفير الامكانات والخبرات اللازمة وتشجيع التفكير العلمي لدى المتعلمين، مشيرا الى ان اسباب تدني مستوى الطلبة ان الادارات المدرسية لا علم لها بطريقة الاسئلة وعدم شرح كيفية الاختبار للطلبة بشكل اكثر ولا يوجد لقاء بين الجهة المنظمة والمشرفين على الاختبار في المدرسة، كما انه تزامن مع اختبارات الطلاب وكان له الأثر على مستوى الطالب العلمي.
وذكر العنزي ان وقت الاختبار كان غير مناسب للتقييم الحقيقي لمستوى الطلبة وعدم تفاعل أولياء الأمور مع أهمية الاختبار، مشيرا الى ان التعليم عن بعد له دور اساسي في تدني المستوى العلمي، مشددا على ضرورة توعية الطالب وولي الأمر بأهمية الاختبار من خلال الإعلام وتدريب المشرفين على كيفية الاختبارات ووضع الخطط الازمة لرفع كفاءة المتعلمين.
الأسئلة والإجابات
بدوره، بين مدير مدرسة عقبة بن عامر للبنين مشعان الظفيري ان «ميزة» الوطنية دراسة تشخيصية تقويمية لمستوى التعليم بالكويت، لافتا الى ان الدراسة وآلية تطبيقها عن طريق الحاسب الآلى قفزة نوعية وتعطي نتائج جيدة من واقع الأسئلة وتنوع الاجابات.
وأكد الظفيري ان الدراسة جاءت في وقتها لملامسة مواطن الضعف والارتقاء بمستوى التعليم، مشيرا الى أن وزارة التربية جزء من المنظومة الشاملة لتطوير البلد بجميع المجالات، موضحا ان النتائج المعلنة للتجربة الأولى في شهر ديسمبر من وجهة نظره ورغم ما شابها من ظروف إلا انها تعطي مؤشرا جيدا للتجربة القادمة في الفصل الدراسي الثاني، ونأمل في مشاركة جميع المدارس حتى تتضح نتائج الدراسة.
وأشار الظفيري إلى ان «ميزة» تهدف لكشف مواطن الخلل والتي تنحصر من وجهة نظره في:
٭ ضعف المخرجات التربوية للمعلمين والمعلمات.
٭ الضعف العام بالقراءة لدى المتعلمين.
٭ عدم جدية المتعلمين في الاهتمام بالدراسة وإجابات الأسئلة بالشكل الصحيح بسبب عدم وجود دافع محفز لهم.
٭ توقيت التطبيق يجب ان يكون من خلال الفصل الدراسي ولا يقتصر على الأيام الأخيرة بالدراسة.
نقاط الضعف والقوة
من ناحيته، أشار مدير مدرسة ابن زهر الاندلسي المتوسطة بنين فرج العجمي الى ان «ميزة» الوطنية تأتي ضمن مشروع الدراسات المحلية والدولية لتقييم النظام التعليمي، وبذلك تم اختيار مدرستنا للقيام بالاختبار، مشيرا الى انه نتيجة إحساسنا بالمسؤولية، كان من الضروري التخطيط الجيد على جميع الأصعدة لإنجاح الدراسة بالتعاون مع ضابط الاتصال المكلف.
ولفت العجمي الى ان البداية كانت بالتغطية الإعلامية واختيار الصفوف والطلبة المشاركين حيث تم عقد عدة لقاءات معهم للحديث عن الدراسة وأهميتها وكذلك تم التنسيق مع أولياء الأمور المشاركين حيث لبوا النداء وبدأوا في زيارة المدرسة لملء الاستبانات الخاصة وأبدوا إعجابهم بالدراسة ومصداقيتها في كشف خبايا نقاط الضعف والقوة في العلاقة بين ولي الأمر والطالب والمدرسة، وتمت مشاركة معلمي المواد الأساسية الأربع في تقييم الطلبة المشاركين في الاختبار.
وذكر انه تم تجهيز مختبرات الحاسوب في المدرسة وتنزيل البرنامج على جميع الاجهزة، وعبر الطلبة عن سعادتهم بطريقة الاختبار، حيث اقترح البعض أن يتم التقييم والاختبارات إلكترونيا بصفة دائمة، حيث تتناسب مع طبيعة اهتماماتهم ونمط الحياة، مضيفا أؤيد كلام الوكيل المساعد للبحوث والمناهج ومدير المركز الوطني لتطوير التعليم بالانابة صلاح دبشة، فلتحقيق نتائج ايجابية لابد من تطبيق اختبارات ميزة كل عام لرفع مستوى التعليم والتحصيل الدراسي، معربا عن بالغ شكره لجميع القائمين والمنظمين لهذه الدراسة نظرا لأهميتها للارتقاء بنظامنا التعليمي نحو الأفضل.
حقائق مؤكدة
وفي السياق ذاته، قال مدير مدرسة عبداللطيف الشمــلان المتوسطــة للبنين بدر الشمري إنه سبق وأعلنت تأييدي للدراسة بعد الاطلاع على أهدافها وأهميتها، وكمدير مدرسة وجهة تنفيذية لقرارات الوزارة أدعم كل ما من شأنه قياس مستوى التعليم، موضحا ان النتائج المعلنة من مدير المركز الوطني لتطوير التعليم للدراسة التجريبية ولعينة محدودة، والهدف منها التدريب على كيفية أداء الدراسة الاساسية، وأعتقد أن نتائجها ستكون أكثر واقعية، وأي أرقام تخرج من دراسة تعتبر حقائق يجب أن نتقبلها.
واضاف: كان لجائحة كورونا الأثر الواضح في تراجع المستوى التحصيلي لدى الطلاب في جميع المواد الدراسية، ويظهر ذلك جليا في مادة اللغة العربية التي تعتمد بصورة أساسية على مهارتي القراءة والكتابة حيث لم تنالا الاهتمام الكافي مما كان له الأثر الواضح في تدني مستوى الطلاب ليس فقط في اللغة العربية بل مختلف المواد، ويضاف إلى ذلك الضعف التراكمي لدى طلاب المرحلة الابتدائية والذي انتقل إلى «المتوسطة» مشيرا الى ان عدم متابعة ولي الأمر لمستوى الطالب بصورة دورية أثر في دافعية الطالب نحو الدراسة والتعلم.
الفاقد التعليمي
شكرت مديرة مدرسة أم ورقة الابتدائية للبنات ايمان الغانم جميع القائمين على الدراسة لما بذلوه من جهود واضحة لتطوير التعليم، مبينة انها كانت تجربة رائعة ومميزة وكشفت عن التراجع والضعف في المستوى التحصيلي للطلاب، وارى انها لم تحدد المستوى الصحيح للتعليم لأنها طبقت أثناء جائحة كورونا، وهذا الوقت احدث فاقدا تعليميا كبيرا لدى المتعلمين بسبب وقف التعليم لفترة من الزمن.
وأوضحت الغانم ان «التعليم عن بعد» سبب الفاقد التعليمي ولم يكتسب الطلاب جميع مهارات التعليم وحتى عندما تم تعويضهم لم يكن كافيا خلال فصل دراسي واحد، ومن ناحية اولياء الأمور لم يكن لديهم وعي كامل عن هذه الدراسة وبذلنا جهودا إعلامية ولكن كانت المدة قصيرة جدا وغير كافية للتعريف والاستعداد مما أثر في النتائج.
وتمنت أن يتم تطبيق الدراسة بعد عامين من الآن اذا تم استمرار عجلة التعليم الحضوري وذلك بشكل سنوي على جميع مدارس الكويت للتعرف على جوانب الضعف والقوة لدى أبنائنا، وتعويض هذا الضعف من خلال تطوير المناهج لتناسب مستوى المتعلمين بسبب التطور الهائل في عالم التكنولوجيا وارتباط ابنائنا به.