تابعنا استجواب وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي وما قدمه المستجوب النائب حمدان العازمي من محاور كان أولها حول إشكالية قبول المرأة الكويتية في الجيش الكويتي، وبقية المحاور تتناول صفقة الطائرات ومحاسبة عن ملفات أخرى ربما لا يختلف عليها اثنان نحو التحقيق والبحث عن المقصرين والمتجاوزين ومحاسبتهم وجاءت قبل عهد الوزير الحالي.
حاول المستجوب التوجه أكثر من مرة لشخص الوزير، مشيرا إلى أنه لا يصلح رئيسا للوزراء وأنه يتجاهلهم الآن، فكيف إذا أصبح رئيسا للوزراء، ويعلم المستجوب أن اختيار رئيس الوزراء يتم من خلال القيادة السياسية.
ثم جاء بعد ذلك كتاب عدم التعاون موقعا من 10 نواب والذي سيصوت عليه في 26 الجاري، وتوالت بعدها مواقف النواب بين مؤيد ومعارض لطرح الثقة.
ومن طرائف الاستجواب استشعار وزير التربية الحرج من تأييد نائبين من أبناء عمومته من عائلة المضف الكريمة لطرح الثقة بوزير الدفاع لذلك قام هو بتقديم استقالته!
ومن ناحية كسب المواقف واستغلال الفرصة أو التكتيك السياسي عرض بعض النواب موقفهم من طرح الثقة بالوزير مقابل حل ملف القضية الإسكانية في الجلسة القادمة، وكذلك انتظارهم الرأي الشرعي من قضية دخول المرأة في السلك العسكري! علما بأن العنصر النسائي موجود فعليا في الشرطة والإطفاء وضمن حرس مجلس الأمة في قاعة عبدالله السالم.
هذه بعض المواقف وما طرح على الساحة، ولكن من المؤكد أن هناك جانبا آخر خفيا خاصة بين الذين لم يعلنوا عن مواقفهم حتى الآن.
حاولت مما سبق ذكره أن أختصر هذا المشهد المسمى بالاستجواب وهو الأداة السياسية التي يمتلكها النواب لمحاسبة الوزراء وكيف تتحول المحاسبة إلى المقايضة السياسية.
لن نستغرب مستقبلا أن يقدم استجواب لوزير الخارجية فيقدم وزير البلدية استقالته وتساوم كتلة من النواب للوقوف مع الحكومة مقابل إسقاط القروض أو حل ملف البدون أو صرف أرباح سنوية للمتقاعدين!
فتصبح الاستجوابات وسيلة لإقرار القوانين والمطالبات بدلا من أن تكون غايتها الأساسية محاسبة التقصير في الأداء الحكومي.
٭ بالمختصر: في الاستجوابات توقع غير المتوقع.
٭ رسالة: أول استجواب في الحياة البرلمانية الكويتية قدم عام 1963 من العضو محمد الرشيد لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل عبدالله الروضان «كانت وزارة الشؤون مسؤولة عن دائرة الإسكان» بخصوص توزيع 30 قسيمة من فئة ألف متر في منطقة العديلية، ورد الوزير بعدم تكرار ما جرى واكتفى المستجوب بهذا الرد وانتهى الأمر بدون تعقيدات.. ودمتم بخير.