صُدم الكثير من الطلبة وأولياء الأمور من نتيجة واقع الامتحانات الورقية «الحقيقية» بعد انقطاع طويل، وذلك بسبب خمول عضلة التفكير وكسل لياقة الدراسة، ليلجأ بعض ضعاف النفوس للطرق الملتوية والتي تصب جميعها في نهر الغش الآسن حتى تحول الغش بقدرة قادر إلى مساعدة، ومعاذ الله أن يكون الغش في يوم من الأيام نوعا من أنواع المساعدة.
لنتجاوز النقاط المتفق عليها من جميع الأطراف كحرمة الغش وسرقة مجهود شخص آخر والإخلال بميزان العدل والمساواة بين الناس ونشر ثقافة في المجتمع غير محمودة.
ونبدأ بالكشف عن التكوين النفسي والسيكولوجي لشخص ناجح- أو هكذا يعتقد - شق طريقه بالغش منذ نعومة أظفاره وحتى لحظة تخرجه وتوظيفه لتجد شخصا في المقام الأول لا يحترم الغير ولا القوانين وقد يكون شخصا متمردا على كل ما ينظم أمور البلاد والعباد لتعوده على القفز المستمر على كل ما ينظم الحياة لعلمه وتعوده على من يسنده وينتشله من مشاكله التي ستتحول لا محالة إلى مصائب وجرائم بسبب عدم اكتراثه بالقوانين والنظم.
هذا من جانب، أما من جانب آخر فسوف تنتج شخصية مهزوزة فاقدة للثقة للنجاح بأي عمل يقوم به في المستقبل، وذلك لعدم تدريبه وتربيته على مجابهة مصاعب الحياة والاجتهاد للوصول إلى الغايات لتتكون المحصلة النهائية الحتمية «للغشاش» شخصاً اتكالياً، فاقد الثقة، ضعيف الشخصية، أنانياً، آخر ما يهمه غيره وإن كان من أقرب الناس لديه، فهل هذا ما نريده لأبنائنا؟!
على الهامش: ما حرم الله ورسوله أمرا إلا كان خيرا للبشر.
[email protected]