منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وبرامجها المختلفة والناس يعيشون في اضطراب وفوضى وعجلة، وتداخلت الكثير من الأمور مع بعضها بعضا، ولم يعد الكثيرون يستطيعون التفريق بين الخطأ والصواب أو بين الحقيقة والكذب، فالكثير من البرامج فيها تقنيات تغير الصوت والشكل وغيرها من أساليب الخداع.
ولا شك أن كل شيء جديد يظهر على السطح تكون فيه إيجابيات وسلبيات، إلا أنني حقيقة أرى أن مساوئها وأضرارها أكثر على الإنسان من الناحية الجسمية أو النفسية والعقلية، لأن الشخص المتابع بكثرة يشاهد الكثير من المناظر المختلفة منها المروعة، ومنها المقززة والصادمة وتأثيرها على النفس البشرية سيكون ظاهرا.
ربما أن هناك من يختار بعض المواقع الجيدة التي تعرض مواد معتدلة وفيها النفع والفائدة، إلا أن الأغلبية لابد أن يفعلوا مثل غيرهم وينجرفوا مع هذا التيار الكبير، هذه التكنولوجيا أصبح يستخدمها الكبير والصغير والعاقل وغير العاقل والراشد وغير الراشد، لدرجة أننا صدمنا في الكثير من البشر الذين كنا نظن أنهم متزنون، لكن هذه الوسائل كشفتهم من خلال ما يقومون به من تصرفات لا تتناسب مع أعمارهم.
كل إنسان حر فيما يشاهد أو يفعل، ولكن بعض الأفعال والتصرفات مضارها تستمر إلى ما لا نهاية، الناس ليسوا جميعا سواسية من ناحية الوضع الاجتماعي والمادي والوظيفي والأسري والصحي، نرى الكثير من الناس اليوم من الجنسين يصور منزله وسيارته وطعامه الذي يتناوله، ومنهم من يصور أولاده وهم بأجمل اللباس، وآخرين يصورون سفراتهم ورحلاتهم، وفي المقابل هناك أناس آخرون محرومون لا يستطيعون السفر او تناول مثل هذه الأطعمة أو ركوب هذه السيارة، وفي المستشفيات والبيوت أشخاص آخرون مرضى بمختلف أنواع الأمراض، ومنهم المقعدون، وهؤلاء يشاهدون مثل غيرهم ماذا ستكون ردة فعلهم وما هو تأثيره على نفوسهم، الحديث يطول لكن ما نتمناه على الجميع أن يحافظوا على النعم ويشكروا الله عليها كثيرا، فالعين حق، داروا النعم حتى تدوم وراعوا الآخرين وحفظ الله الجميع.
* كلمة: بالأمس انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر سكتة قلبية أخي وولد عمي مشعل مبارك البذال، أدعو له بالرحمة والمغفرة، وأسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
[email protected]