انتشار الجنس الثالث والرابع في بلدنا الكويت ظاهرة شاذة عن المجتمع الكويتي الذي عرف بقيمه وتمسكه بتعاليم الدين الإسلامي، وهذه الظاهرة برزت على السطح ونلاحظها، ونشاهد أبطالها بمواقع كثيرة في المقاهي والشوارع والمجمعات وبعض المدارس، وهؤلاء الشباب يضعون المساحيق على وجوههم ويرتدون ملابس النساء ويمشون مشية النساء، ويطلقون شعرهم ويضعون طلاء الأظافر ويثيرون الغرائز بميوعتهم وليونتهم أو تناولهم للعقاقير والهرمونات الأنثوية، ترى كيف وصل هؤلاء إلى ذاك الحال من الشذوذ؟!
إن هناك عوامل كثيرة أفرزت هؤلاء، أولها الأسرة المفككة التي لا يعرف الأب فيها شيئا عن أبنائه ماذا يفعلون؟ ومن يصاحبون؟ وماذا يشاهدون؟ ومع من يتحدثون في الغرف المغلقة أمام الإنترنت؟ وأم انشغلت بالأعراس والمناسبات والتسوق وتضييع الوقت في أحاديث تافهة، وابتعدت عن واجبها الرئيسي وهو رعاية الأبناء والسهر عليهم، وتركهم فريسة للتحرشات الجنسية يقوم بها من لا دين لهم ولا ضمير، وما سجلات الشرطة وقضاياها إلا خير شاهد على ذلك.
وفي مدارسنا نلاحظ هذه الظاهرة، نلاحظ طلابا يتحرشون بطالب معين ونسمع عن أحاديث يندى لها الجبين، فنحن لا نريد أن نكون كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمل حتى لا يراها صيادوها، فهذه حقائق يعرفها كل معلم في مدرسته، ثم نأتي لدور المدرسة في ظاهرة الجنس الثالث، فنرى أن غياب القدوة في بعض المعلمين يعد سببا في انتشار الظاهرة، فالمعلم لم يعد مربيا بل أصبح ملقنا لمناهج يريد الانتهاء منها، فلم يعد يغرس ويهتم بالقيم الأخلاقية في نفوس الطلاب، وهؤلاء المعلمون قلة، ثم إن تأنيث المرحلة الابتدائية في سن التكوين العاطفي يجعل الطلبة يحتكون أكثر مع المعلمات ويتشربون منهن طباعهن ومشيتهن حتى طريقة مضغ اللبان، فهم مقلدون لكل ما يرونه في المدرسة وهم لا يرون غير النساء ولا يحتكون إلا بالنساء.
ونأتي إلى وسائل الإعلام وأهمها الفضائيات التي تعرض صورا لهؤلاء الذين يدعون إلى التشبه بالنساء وحقوقهم في التزاوج، وينقلون مؤتمراتهم ومظاهراتهم الداعية لإحقاق حقوق المثليين من الرجال والنساء، والفضائيات تنقل حفلات العرس بين المثليين وأخبارهم وزيجاتهم بكل تحد لكل القيم السماوية، فقد فطر الله الإنسان على فطرته وخلق الإنسان في أحسن تقويم ومنهم الذكر ومنهم الأنثى، والله في خلقه ميزه عن العيوب، ولكنها آفة من آفات المجتمع والعياذ بالله، أطلت برأسها علينا وانتشرت واستفحلت ولابد من عقاب يردعهم.
ولم يقتصر الأمر على الذكور بل تعداه إلى الإناث، فنرى بعض الإناث يتشبهن بالرجال، فقد اطلق عليهن «البويات» أو الجنس الرابع، والعياذ بالله، ويرتدين ملابس الرجال ويمشين مشيتهم ويتحدثن مثل الرجال، فهذه الظاهرة المشينة لا علاج لها إلا العودة لكتاب الله وسنة رسوله ومحاربة المفسدين في الأرض ومعالجتهم، فعلينا ان نراقب أولادنا في البيت والشارع ونعرف من يصاحبون ومع من يتحدثون، ويا معلمي وزارة التربية الافاضل اغرسوا القيم في نفوس الأبناء، لنعيد للمجتمع طهارته ونظافته، فإنه كالثوب الأبيض يريد الشواذ تلويثه وإهدار سمعة هذا الشعب المؤمن المسالم، قال الشاعر:
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
ويقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
اعددت شعبا طيب الأعراق
اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها ومن عليها من المخلصين، وأذهب هذا البلاء والمرض من الكويت وجميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]