في 2022 يكاد يكون هناك توجه عام نحو ثقافة التفاهة في العالم والوطن العربي والخليج العربي، وباتت ظاهرة عامة في المجتمعات وهي تصدر الشخصيات التافهة لتكون مؤثرة اجتماعيا في المجتمع من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وطرح قضايا حساسة تؤثر في المنظومة الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي تتشكل من خلالها القيم والقناعات والتوجهات والميول والآراء، مع إعطائهم فرصة للظهور وتقديم برامج تخلو من المضمون وتسطيح الثقافة والموروث الثقافي والديني وتجاوز الخطوط والأعراف الاجتماعية الكويتية، وقد يؤدي ذلك إلى خلق منظومة جديدة من خلال التقليد في الأفكار والشخصيات ولعب دور في تأثير في المجتمع، وطرح نموذج القدوة في المجتمع، وانحسار دور المثقف الحقيقي والمؤثر في المجتمع لتنوير وتوجيه المجتمع، وبالتالي ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني في التصدي لهذه الثقافة التي باتت تدخل البيوت دون استئذان وتهدد جيلا كاملا في قيمه وسلوكه وطريقة تفكيره ونظرته لنفسه ومحيطه ومجتمعه.
أصبحت «ثقافة التفاهة» تسيطر على الحياة اليومية للبشر وتأخذ من جهد عقولهم الكثير فتجد الناس يقضون أغلب ساعات أعمارهم في جدال ونقاش وخصام أحيانا حول أجمل قميص وأفضل حذاء رياضي وآخر صيحات الموضة الرجالية والنسائية والشبابية وأجمل طلة يمكن أن تقدم بها نفسك للناس، إذا اصبح التافهون قدوة للأجيال القادمة.
٭ شخطة قلم: عندما سئل رئيس البوسنة والهرسك الأسبق على عزت بيغوفيتش عن الثقافة أجاب بمقولات هي «موضوع الثقافة موضوع ثابت هو لماذا نحيا؟ أما الحضارة فهي تقدم متصل يتعلق بسؤال آخر هو كيف نحيا؟، السؤال الأول عن معنى الحياة والثاني كيفية هذه الحياة».