نيفين أبولافي
تعاون فني لافت ذلك الذي أُعلن عنه بين الفنانة هدى حسين والكاتبة هبة مشاري حمادة، والذي ينبئ بأننا أمام عمل قد يكون أقرب الى الحكايا الواقعية بقالب درامي في رحلة عبر زمن الماضي، شاقاً طريقه الى الحاضر القريب، حيث تشتهر الكاتبة حمادة بهذا النوع من الأعمال والتي يظن المشاهد أنه يعيش قصة لشخوص موجودين أو كانوا بيننا يوماً ما، وما هي إلا حبكة درامية محكمة الصنع من الكاتبة لإسقاط خيالاتها على بنات أفكارها في حكاية قد يحتمل خيط منها جزءا من الحقيقة.
من «سرايا عابدين» حتى «دفعة القاهرة» رحلة لواقع موجود، أما الشخصيات والأحداث فما هي إلا خيال كاتبة نجحت من خلالها حمادة في جذب المشاهد بجمال الصورة، و«فانتازيا» المشهد، ومظهر الممثلات والممثلين، الى جانب حكايا الحب والحياة التي تتداخل معا في أحداث حاكت الشباب وتوجهاتهم فنجحت في استقطابهم كشريحة رئيسية من المشاهدين.
الفنانة هدى حسين استغلت ذكاءها الفني بعد أن قدمت عدة أعمال ناجحة، خصوصا في نمط الشخصيات التي تعاني من حالات نفسية مختلفة، وكأنها تخصصت في هذا النوع من الأدوار، وقد وضعها مسلسل «كف ودفوف» على المحك لنجاح العمل ومقاربته لحكاية واقعية تداولها المتابعون واحتملت التأويلات، ما أكسبه قاعدة جماهيرية كبيرة جعلها توجه نظرها للكاتبة هبة حمادة والتي عادة ما تقدم أعمالا تحتمل تأويلات بين الواقع والخيال.
الدراما الخليجية جنحت مؤخرا لتلك المسلسلات التي تتخذ من التراث الشعبي إطارا أو تلك التي تدور أحداثها بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، وقد حققت نسبا عالية من المشاهدة، وتقاطعت مع نوعية الأعمال التي تقدمها كل من هدى حسين وهبة حمادة في عدة محطات فنية.
اللافت في هذا العمل هو وجود عدد من نجوم مسلسل «دفعة القاهرة» والذين حققوا نجاحا ملحوظا، وهم فريق حمادة الفني، ما قد يسهم أيضا في جذب المشاهدين لما تقوم به الكاتبة هبة مشاري حمادة من نسج للحكايا الخاصة لكل منهم.