نددت روسيا بوضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة الغربية ـ الروسية حول أوكرانيا، ورأت في ذلك «تصعيدا للتوتر» من جانب واشنطن، وأطلقت مناورات عسكرية في الجنوب وشبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وأطلقت القوات المسلحة الروسية امس سلسلة جديدة من المناورات بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها، مع تدريبات تشمل ستة آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات، وذلك بالتزامن مع تسلم كييف مساعدات جديدة من الولايات المتحدة تشمل تجهيزات وذخائر.
في المقابل، أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والأوروبيين اتخذوا خطوات لحماية إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال قررت روسيا قطعها، في إطار أي نزاع قد يطرأ، محذرا موسكو من استخدام الوقود «سلاحا».
وقال «نعمل مع الدول والشركات حول العالم لضمان أمن الإمدادات وتجنب أي صدمات في الأسعار» في إطار «خطة طوارئ» تشمل التفاوض مع جهات إمداد في شمال إفريقيا وآسيا.
وحذر المسؤول الأميركي موسكو من استخدام إمدادات الوقود «سلاحا»، مشيرا إلى أن الأمر لن يمر «من دون عواقب على الاقتصاد الروسي». في سياق متصل، أعلن مسؤول أميركي رفيع أن حزمة العقوبات الاقتصادية التي تعدها واشنطن للرد على أي غزو روسي لأوكرانيا ستشمل قيودا غير مسبوقة على صادرات معدات التكنولوجيا المتقدمة الأميركية.
وقال المسؤول للصحافيين امس «نتحدث عن تكنولوجيا متقدمة نصممها وننتجها»، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتكنولوجيا صناعة الطيران وهو ما «سيضرب بشدة طموحات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع».
بدوره، اتهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «يضع عينه» على دول الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى لإعادة بناء ما وصفه بمجال النفوذ القديم للبلاد.
وقال جونسون أمام البرلمان «ما يريده بوتين بشكل أساسي هو العودة إلى نظام مناطق النفوذ القديم، وليست أوكرانيا وحدها.. التي يضع عينه عليها».
من ناحية أخرى، قال جونسون إن بريطانيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي الآخرين يجب أن يحرصوا على عدم إعطاء روسيا مبررا لغزو أوكرانيا، مضيفا أنه لا يوجد أعضاء في الحلف على استعداد لإرسال أعداد كبيرة من القوات للقتال في أوكرانيا نفسها.
في هذه الأثناء، أعلنت أوكرانيا أنها فككت «جماعة إجرامية» تنشط تحت إمرة موسكو وكانت تحضر لهجمات مسلحة لـ «زعزعة استقرار» البلاد.
وقال جهاز الأمن الأوكراني في بيان ان «قادة الجماعة كانوا يحضرون لسلسلة هجمات مسلحة على بنى تحتية»، مؤكدا أن الجماعة «منسقة» من جانب «أجهزة روسية خاصة».
وأوضح الجهاز أن القائدين، وأحدهما روسي، أوقفا وقد تم ضبط «متفجرات وأسلحة خفيفة وذخائر».
وكانا ينشطان في خاركيف، وهي مدينة كبرى تقع قرب الحدود الروسية في شرق البلاد، وفي جيتومير في وسط أوكرانيا، على بعد أقل من 150 كلم من العاصمة كييف. وأكد مصدر في قوات الأمن الأوكرانية لوكالة «فرانس برس» أن الرجلين كانا عنصرين سابقين في فرق الكوماندوز شاركا في معارك.
وأضاف أن الرجلين وبذريعة البحث عن حراس أمن، «بدآ بتجنيد» أشخاص هم «بشكل أساسي» روس ارتكبوا جرائم عنيفة.