- مواطنون ومقيمون لـ «الأنباء»: منطقة السكراب بحاجة إلى اهتمام من الجهات المعنية لتحسين بنيتها التحتية خصوصاً الشوارع والكهرباء
محمد الدشيش
يعتبر سكراب الخشب في «أمغرة» وما يحتويه من بضائع ومواد للبناء من جميع الأصناف أكبر تجمع لمخازن المواد الإنشائية في الكويت، حيث يحتوي على الحديد والسيراميك والرخام والطابوق والأسمنت والأخشاب والأدوات الصحية وغيرها من مستلزمات البناء، وربما يعد الأرخص على مستوى الكويت والوحيد الذي لم يتأثر مهما زاد الطلب على المواد، خصوصا أننا مقبلون على فترة إنشاء مدن سكنية ضخمة تتجاوز الـ 70 ألف وحدة سكنية موزعة بين مدن المطلاع وجنوب سعد العبدالله وجنوب خيطان، وللوقوف على ما يقدمه البائعون في هذا السوق، وللتعرف على ما تضمه محلاته من مواد، قامت «الأنباء» بجولة استطلاعية في هذا المكان وتناولت آراء عدد من العاملين وأصحاب المحلات والمشترين الذين طالبوا الجهات المعنية بتحسين بنية المنطقة التحتية من شوارع وساحات ومواقف وكهرباء وماء ونظافة، إضافة إلى التواجد الأمني وغيرها، حيث يعاني من غياب الخدمات، وفيما يلي التفاصيل:
البداية كانت مع فواز الصقر الذي قال لـ «الأنباء»: نحن أصحاب المحلات مستعدون مع الهيئة العامة للصناعة والجهات الحكومية الأخرى لتطوير هذه المنطقة لما تشكله من أهمية لجميع المواطنين المقبلين على بناء وترميم قسائمهم القديمة والجديدة والمنطقة كما ترون قديمة وتحتاج الى اهتمام وتطوير أكثر من الجهات المختصة.
وأضاف الصقر: نحن نعاني من غياب الخدمات مثل انقطاع الكهرباء باستمرار والشوارع تحتاج الى تجديد الأسفلت، ففي مواسم الأمطار لا نستطيع نحن ولا الزبائن الوصول والتسوق أو الانتقال بين المحلات بسبب تجمعات الأمطار، وأيضا المواقف والكهرباء والماء.
وأوضح الصقر أن البعض يعتقد أن هذا المكان «سكراب» ومواد بناء قديمة، وهذا الكلام غير صحيح لأن هذا المكان عبارة عن مخازن فُتحت للمواطنين بأقل الأسعار وأرخصها وفيها جميع نقاط بيع مواد البناء على مستوى الكويت.
اهتمام أكبر
كذلك التقينا فهد بوعباس، وهو مواطن، حيث فقال: «هذه منطقة مناسبة لي ولجميع من يقوم بأعمال البناء لرخص الأسعار ولوجود كل المواد في مكان واحد، وأنا اليوم موجود في هذا المكان لشراء البلاط المتداخل، وابي أقول لك شغلة عن هذا المكان، عندما تسلمت أمر بناء قسيمتي في منطقة القيروان توجهت الى احد محلات بيع مواد البناء في العاصمة وبعد الشراء توجهت الى سكراب الخشب ووجدت نفس المواد ونفس بلد المنشأ ونفس الجودة، ولكن الأسعار أرخص بكثير وأنصح جميع الاخوان المقبلين على البناء بان تكون وجهتهم الاولى الى هذا المكان ومعرفة الأسعار قبل التوجه الى أي محلات أخرى والمقارنة بينها».
وزاد بوعباس: من سلبيات هذا المكان أن الشوارع مكسرة والمداخل ضيقة وتشمل جميع سيارات النقل والشاحنات والسيارات الخاصة، ونطالب الجهات المختصة بالاهتمام بهذا المكان الحيوي الذي يحتاج إليه ويقصده كل مواطن مقبل على بناء بيت العمر.
جميع المستويات
كما التقينا مشعل الظفيري الذي قال لـ «الأنباء»: هذا المكان مناسب لجميع الطبقات والمستويات من المواطنين، الغني والفقير وتقدر تاخذ ما يناسبك من جميع مستلزمات البناء، وهذا المكان يوفر علينا أكثر من نصف السعر عن أماكن البيع الثانية، وكل شخص هو حر يبي الرخيص يشتري من هذا المكان وإذا مقتدر ويبي الغالي يروح أماكن ثانية، وأنا اليوم جئت إلى هذا المكان لشراء سيراميك للمزرعة، وكنت حاسب ومتوقع قيمته وفوجئت بأن السعر مع التوصيل أقل 50% من توقعي.
وبالسابق كانت هذه المنطقة بعيدة عن المناطق السكنية ومهجورة، ولكن الآن أصبحت قريبة من مناطق سعد العبدالله وغرب عبدالله المبارك، واصبح من الواجب على الجهات المختصة تطويرها تماشيا مع التطوير الحاصل في المناطق السكنية المجاورة لها حيث يحضر إليها يوميا أعداد كبيرة من المواطنين وكذلك العاملون فيها.
سوق شامل
بدوره قال محمد المطيري: هذا سوق متآكل وهو ليس كما يظن البعض بانه مخازن قديمة، بل هو سوق شامل لجميع مستلزمات البناء ويجب تطويره، فجميع الدول لديها أسواق خاصة بالبناء وهي متطورة وتخدم فئة كبيرة من أصحاب البنايات الجديدة.
وأضاف المطيري: «ما نبي نقول مية بالمية، ولكن نقول إن 90% من احتياجاتك للبناء موجودة في هذا المكان، ولكن نحتاج الى تعاون الجميع مثلا هيئة الصناعة والهيئة العامة للطرق ووزارة الكهرباء والماء، ونحتاج كذلك الى تكثيف التواجد الأمني والدوريات، حيث إن هذا المكان يحتوي على أعداد كبيرة من المقيمين ومن جميع الجنسيات والبعض منهم يعمل ويقيم في هذا المكان، إضافة إلى منع حدوث أي مشاكل في السوق».
مستلزمات البناء
من جهته، تحدث عبود الحمدان لـ «الأنباء»، قائلا: منذ 20 عاما وأنا أعمل في هذا المكان وقد عملت سائق توصيل وفي المحلات، وهذا المكان يتميز بأن الجميع مستفيد منه ان كان العامل أو صاحب المحل أو الزبائن الذي يشترون مستلزمات البناء منه لرخص أسعاره وتواجد جميع الأصناف في مكان واحد.
وطالب بتطويره، حيث إن تطويره يزيل الفكرة السلبية لدى المواطن وهي أن المكان سكراب قديم، وهناك الكثير من القادمين للسوق لأول مرة يتفاجأون من البضائع الموجودة في السوق ويصبح من بعد ذلك هذا المكان وجهتهم الاولى ويصبحون من الزبائن الدائمين للسوق.
أصناف متنوعة
والتقينا أيضا مع اسحق إبراهيم، وهو بائع رخام في واحد من أكبر محلات الرخام عند البوابة رقم 6، وقال يوجد لدينا أكثر 60 صنفا من الرخام ومن مختلف البلدان، ونحن نبيع بأرخص الأسعار وبنفس الجودة، والجميع يشتري من هذا المكان ليس أصحاب السكن الخاص والترميمات فقط إنما أصحاب العمارات، حيث يفضلون الشراء من هنا لأن ذلك يوفر عليهم الكثير من المال.
وعند سؤالنا له عن سبب رخص الأسعار عن الأماكن الأخرى، قال اسحق: هناك الكثير من الناس يرون أن هذا المكان بعيد عنهم فيتوجهون الى حولي أو الى العاصمة، وهناك الأسعار مرتفعة والسبب يعود لارتفاع إيجاراتهم وارتفاع أسعار المخازن وكذلك ارتفاع قيمة التوصيل، وارتفاع أجور الموظفين، بعكس هذا المكان حيث إن قيمة الإيجارات للمخازن والمحلات مناسبة وأجور العاملين والتوصيل منخفضة نوعا ما، وهذا ما يجعل الأسعار لدينا أفضل من أي مكان آخر بالكويت، أي بسبب انخفاض التكاليف مقارنة بالأماكن الأخرى.
نظافة وأمن
والتقينا مع محمد الطوخي وهو عامل في السوق منذ 8 سنوات، وقال لـ «الأنباء»: إن هذا المكان يحتاج الى خمسة أشياء وأذكرها لك بالتفصيل، أولا: يحتاج الى الاضاءة الداخلية، وثانيا: الصرف الصحي، حيث إننا نعاني في وقت نزول المطر لمدة 3 أو 4 أيام لا احد يستطيع الوصول إلينا بسبب تشكل المستنقعات جراء هطول الأمطار، وثالثا: النظافة ووضع الحاويات بشكل أفضل، ورابعا: التواجد الأمني في مداخل السوق، وفي الداخل أيضا تجنبا لحدوث أي مشاكل أو حوادث أمنية، وخامسا: توسعة المداخل وفصل دخول الزبائن عن مكان دخول سيارات النقل والشاحنات، وختاما حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
لقطات ومشاهدات من الجولة في «السكراب»
- أصحاب المحلات أبدوا استعدادهم للتعاون والتنسيق مع جميع الجهات لتطوير المكان وجعله أفضل.
- لوحظ وجود الكلاب الضالة بكثرة في هذا المكان، ما قد يشكل خطرا على العاملين فيه، وكذلك مرتاديه من مواطنين ومقيمين.
- النظافة شبه معدومة في هذا المكان، إلا في بعض الأماكن التي لوحظ اهتمام أصحاب المحلات المجاورة بها.
- لاحظ فريق «الأنباء» أن الجنسية المسيطرة على السوق هي الجنسية الأفغانية بالدرجة الاولى، ويعملون في مختلف الأنشطة والسلع.
- الكثير من العمال متواجدون في هـــذا المكان منذ زمن بعيد وبعضهم أمـــضى أكثر من 30 عاما عملا وسكنا.
- طالب الكثير من العمال وأصحاب المحلات بتوفير نقطة أمنية ثابتة تابعة لوزارة الداخلية، لما لها من أهمية في ضبط الأمن ومنع حدوث الخلافات، أو الأعمال المخالفة.