[email protected]
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً..) آل عمران 145.
وا.. عبدالله.. وداعا يا فقيد الشباب والطيبة وحلو المعشر..
رحلت وتواريت دون سابق إنذار، تاركا خلفك (محبتك) وذكرياتك وهذه «الابتسامة» التي تعلو محياك دائما!
رحلت يا عبدالله عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء وبيت الحمد.. مُخلِّفا لنا جميعا ألما ولوعة وحزنا عميقا يا أغلى الأحباب!
إلى قرائي داخل الكويت وخارجها أدعوكم جميعا للدعاء الى ابن «عديلي» الغالي عبدالله هاني عبدالله الصدي، طيب الله ثراه ومثواه.
في يوم الجمعة حدث قضاء الله وقدره وقضى ابننا (عبدالله) نحبه إثر حادث مروري أليم في طريق الملك فهد بن عبدالعزيز وهو (حادر) من الشاليه، متوجها لأسرته المجتمعة كعادتها في كل جمعة غداء (يمعة) العائلة في منطقة الروضة، وحضر الجميع وتخلف من ركب العائلة (فقيدنا الغالي) «أبو صقر» رحمه الله.
فمن الفقيد عبدالله الصدي؟
عندما وُلد «عبدالله» في منطقة الروضة أسماه والده هاني على اسم والده العم عبدالله الصدي - أبوأحمد شيخ البنائين ابن المرقاب - رحمه الله.
وفي يوم الجمعة الماضي 23 جمادى الآخرة الموافق 28 يناير 2022م جاء «هادم اللذات» وخطفه من كل أحبابه ليلقى ربه راضيا مرضيا بإذن الله وبأمره، قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
قال الشاعر:
وقد فارق الناس أحبة قبلنا
وأعيا دواء الموت كل طبيب
وبالأمس صباح السبت 24 جمادى الآخرة الموافق 29 يناير 2022 ووري جثمانه الطاهر في مقبرة الصليبخات وسط جمع حاشد من أهله وأصحابه وأحبابه.
ابني عبدالله: طاب ثراك ومثواك، رحلت أيها الغالي لتقول لنا جميعا رسالة لا لبس فيها «الأعمار والأقدار بيد الله»، والأجل كتاب مكتوب ومقرر برقاب العباد، وكل إنسان يأخذ نصيبه غير منقوص!
بالأمس، شيعت الكويت (ابن الكويت البار) المدرس: عبدالله هاني الصدي عن عمر يناهز الـ 24 عاما، وتخرج معلما للتربية البدنية في جامعة بنها حاصلا على البكالوريوس، وفي مسيرته تعلم في المرحلة الابتدائية بمدرسة عمرو بن العاص ومدرسة خالد المضف المتوسطة للبنين، وليعين بعد التخرج مدرسا للتربية الرياضية في مدرسة سيد محمد حسن الموسوي المتوسطة للبنين.
يقول الرسول ژ عن الموت المفاجئ: «إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة»، وملاحظ أن هذا الموت الشبابي كثر في هذا الزمان وتعددت الأسباب والموت واحد.
آه.. يا عبدالله، الله يصبر (والديك) واخوانك وأسرتك على فقدك، والله ينزل السكينة والصبر على والدك المكلوم «هاني» الصابر المحتسب الذي قال وهو واقف على قبرك: يعلم الله أني راض عنه، فارض عنه واغفر له وتب عليه، والله انني أشعر أنني فقدت (ضلعا) من جسمي، لأن عبدالله راعي كرم وأخلاق وبر ولا يضر!
ربنا يساعد والدتك منال راشد الخلف التي أحسنت تربيتك، ورأيتها صابرة دامعة متحسبة ترجو رحمة الله، ولكل من عماته وخالاته وأعمامه وخواله وأنسبائه الكرام.
والله يصبر زوجته (أم صقر) جنان الحافظ في مصابها الجلل بفقدان زوجها شيخ الشباب، رحمه الله.
كل العزاء حق أختك عائشة وعذاري وراشد وسارة، والعزاء موصول لأصحابك المقربين عبدالله وسعود الحوشان، وأبناء عمك عبدالله ودعيج أحمد الصدي وعلي عبدالله الصدي وعبدالله الشطي وضاري العنزي، وكل أبناء خالاتك وعماتك وخوالك وأعمامك، وكثير من هؤلاء الشباب الذين يتعذر تسطيرهم في هذه المساحة وشاهدتهم في عزاك بالمقبرة في منطقة الصليبخات يدعون له وقد كسرهم رحيلك المبكر، ولا اعتراض على حكم الله وقدره.
٭ ومضة: شكرا.. كبيرة لكل أهلنا في الكويت، ولكل من اتصل معزيا أو دعا من إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها لولدنا (عبدالله) فقيد الشباب، والله يعين (أسرته) ويصبرهم ويُنزل عليهم السكينة والطمأنينة والصبر في مصابهم الأليم الجلل، ويعينهم على قادمات الأيام، وأبشرهم بأن عبدالله ينتظرهم في (بيت الحمد) بإذن الله تعالى.
لقد تعلمنا من (الفقد) أن نحمد الله على ابتلائه وقضائه وقدره، وآه يا «عبدالله».. شاب خلوق مبتسم دائما، رحل ولا نقول إلا ما تعلمناه من ديننا: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، ولقد رأيت وفاة الكثيرين غير أن موت الشاب أو الشابة يعور القلب، مؤلم وموجع، والله بصير بالعباد!
قال تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم..) سورة الجمعة الآية 8.
وقد نعت جمعية المعلمين الفقيد الراحل الأستاذ بمدرسة سيد محمد حسن الموسوي المتوسطة للبنين، وأكدت في نعيها أن الفقيد رغم حداثة عهده في مسيرته التربوية المهنية إلا أنه تميز بعطائه الكبير في أداء رسالته التربوية وبتعاونه الدائم مع أسرة مدرسته وأولياء الأمور والطلبة وبتعامله الراقي ودماثة خلقه.
٭ آخر الكلام: يقول أخوه راشد عنه: كان صديقي وأخي في آن واحد، وأشعر اليوم بأنني فقدت «نصفي» غير أنني مؤمن بالله والأجل المحتوم والمقدر، ولا أقول إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون)، أخي عبدالله بإذن الله في الجنة، لقد كان مواطنا صالحا وطيبا يحب الكويت ويعتز بدينه وعائلته وأسرته.
قال الشاعر:
ما مات من أثر الذكر الجميل
وما أراد غير بقاء الحمد مكتسبا
٭ زبدة الحچي: كل العزاء والمواساة لعوائله الكريمة (آل الصدي، آل الخلف، وآل الحافظ) في مصابهم الأليم.
اللهم إني داعٍ فأمّنوا: الله هذا عبدك «عبدالله» راجيا عفوك، فأوسع مدخله وأكرم نزله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في جنات عدن، وأسكنه في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
ذرفنا الدموع عليك يا عبدالله، فكنت اليوم لنا جميعا الدمعة والعبرة.. ادعوا له جزاكم الله خيرا.. ولا أراكم الله مكروها في حبيب أو قريب.
وداعا يا خير الأبناء.. يا عبدالله الصدي.
لعزاء الرجال ت: 90050919 ـ 99722033.
لعزاء النساء ت: 60085707 - 65517735.
الله يرحم أمواتنا جميعا.. وتسقط دمعات يا بوصقر.
في أمان الله..