بيروت ـ زينة طباره
رأى رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري، ان المبادرة الكويتية تنم عن التفاتة كريمة وثاقبة، من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسائر الاخوة قادة الدول الخليجية، الذين لم يبخلوا يوما في مساعدة لبنان والوقوف الى جانبه لانتشاله من محنه، ومن واجبنا بالتالي كقوى شعبية، وكلائحة انتخابية موحدة، العمل على تنفيذ المبادرة، وإدراجها في صلب معركتنا الانتخابية في البقاع الشمالي، وذلك انطلاق من قناعاتنا بوجوب التمسك بنظام المصلحة العربية المشتركة، والانفتاح على محيطنا العربي، من هنا نصر على التمسك بالورقة الكويتية وبكل المبادرات العربية تجاه لبنان، وتفعيلها ضمن مناخ حواري أخوي بناء.
ولفت الجوهري في تصريح لـ «الأنباء» إلى ان مصلحة لبنان الاستراتيجية، تقتضي بأن يتطلع اللبنانيون دون استثناء، الى تنقية العلاقات اللبنانية ـ العربية، والعمل بجدية وبجهد كبير على إعادتها الى سابق عهدها، ونأمل بالتالي من حزب الله أن يقارب المبادرة الكويتية بتمعن وتبصر، ومن وجهة نظر حوارية، علنا، نبدأ بوضع أسس جديدة للتواصل مع الأشقاء العرب، مؤكدا من جهة ثانية، انه ليس سرا ان المعركة السياسية والعسكرية في المنطقة العربية هي بأذرع إيرانية، إلا أن بعض المواقف الدقيقة المتعلقة بلغة الشقاق والخلاف تتطلب العودة إلى الحق لتفادي عواقبها، معتبرا بالتالي انه في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ لبنان والمنطقة، علينا ان نتموقع في الدائرة الصحيحة التي نخدم فيها فكرة التواصل مع العالم العربي، ووقف كل اشكال الاعتداء على الاشقاء العرب عموما ودول الخليج العربي خصوصا.
على صعيد مختلف، أكد الجوهري ان الانتخابات النيابية حاصلة لا محال، الا اذا جاء من يعطلها عمدا، علما أنه لا مصلحة لأحد بتعطيلها، والجميع ينتظر إعادة تشكيل السلطة للنهوض بلبنان على كل المستويات، وتحديدا على المستوى الاقتصادي، وما دونه استحقاق انتخابي ديموقراطي، فلبنان إلى قعر جهنم لا محال، مستدركا بالقول، «تعليق الرئيس سعد الحريري لنشاطه السياسي والنيابي، أمر مؤسف، لاسيما ان الطائفة السنية الكريمة من اهل الدولة، وما خرجت يوما عن خط الاعتدال، وعن بناء المصلحة اللبنانية العليا، وهي بالتالي لن تتخلى عن دورها الريادي، حتى وان انكفأ منها فريق سياسي وازن»، مؤكدا من جهة ثانية، ان الكلام عن فوضى قد تسود الساحة السنية، وتسير بها باتجاه التطرف، كلام غير دقيق وغير منصف، فأهل السنة أهل اعتدال ووطنية، وهم الأكثر رفضا للتطرف، والأكثر حرصا على لبنان الحضارة والرسالة.
وردا على سؤال، لفت الجوهري الى انه وخمسة مرشحين آخرين من الطائفة الشيعية، متحالفـــون انتخابيا في البقاع الشمالي، مع الصوت السني الوازن والمعتدل، مع القوات اللبنانية ممثلة بالنائب الحالي أنطوان حبشي، الذي قدم نموذجا فريدا في التعايش الإسلامي المسيحي، وفي خدمة مصالح الناس إلى أي مذهب او طائفة انتموا.