أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بانتهاء العصيان داخل سجن «غويران» بالحسكة شمال شرق سورية بشكل كامل.
وذكرت صفحة المرصد على موقع تويتر أن آخر مجموعة محاصرة في المبنى الأخير من السجن قد استسلمت.
كما أفاد المرصد بأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) تواصل حملتها الأمنية بريف دير الزور، واعتقلت المزيد من الأشخاص على خلفية أحداث السجن بتهمة التعامل مع داعش أو الانتماء له.
ومن بين المعتلقين أقارب لعناصر من داعش فروا من السجن خلال الأحداث.
وفي السياق، ارتفع إلى 332 إجمالي القتلى منذ بدء الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على السجن، بحسب حصيلة جديدة أعلنها المرصد، فيما تستمر «عمليات التمشيط والتفتيش» داخل المبنى وفي محيطه.
وأشار المرصد في بيان صباح أمس إلى أن الحصيلة الإجمالية للقتلى بلغت 332، بينهم 246 من التنظيم و79 من قوات الأمن الكردية وقوات «قسد»، وسبعة مدنيين.
ويعود استمرار الحصيلة في الارتفاع إلى عثور القوات الكردية على مزيد من الجثث خلال «عمليات التمشيط والتفتيش» التي تواصل إجراءها «في مباني (السجن) وأحياء محيطة به»، على ما أكد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويستقي معلوماته من شبكة مصادر واسعة في سورية.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «الجثث الجديدة التي عثر عليها كانت موجودة داخل السجن وخارجه». واعتبر المرصد أن هذه الحصيلة «قابلة للارتفاع نظرا الى وجود عشرات الجرحى وأشخاص لايزال مصيرهم مجهولا، ومعلومات عن قتلى» آخرين من الطرفين.
وأفاد المرصد بأن ثمة «معلومات مؤكدة عن وجود 22 جثة أخرى»، لكن عبد الرحمن أشار إلى أن «ثمة تضاربا في شأن الطرف الذي ينتمي إليه القتلى».
وبحسب فرانس برس شوهدت شاحنة تتكدس فيها العديد من الجثث التي يرجح أنها جثث عناصر من التنظيم، لدى خروجها من محيط السجن، قبل أن تتوقف في موقع آخر في حي غويران، حيث قامت جرافة بتحميل مزيد من الجثث فيها، ثم أكملت سيرها نحو وجهة مجهولة.
وردا على سؤال لـ«فرانس برس»، قال المكتب الإعلامي في قوات «قسد» فرهاد شامي إن الجثث «نقلت إلى مدافن مخصصة لها» ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية.
وفي السياق ذاته، ترددت معلومات عن ظهور مسلحين تابعين لـ«داعش» أصبحوا يستخدمون الأنفاق التي كانت «قسد» قامت بحفرها في معظم مدن ومناطق محافظة الحسكة.
وذكرت المعلومات، أن خلية داعشية مؤلفة من أربعة على الأقل، احتجزت مختارا في شارع الأغوات ضمن حي غويران، برفقة ثلاثة مدنيين كرهائن في أحد الأبنية السكنية.
في الأثناء تواترت معلومات حول فرار العشرات من إرهابيي «داعش»، وفي مقدمتهم قياديون خطرون، من سجن الصناعة باتجاه البادية السورية، حيث تدور مواجهات مستمرة للتنظيم مع الجيش العربي السوري، مرجحة أن يكون هذا هو الهدف من «الخرق الأمني» الذي تورط فيه متزعمون من «قسد».
مصادر بحسب صحيفة «الوطن» السورية، أكدت أن الترجيحات تشير حتى الآن إلى أن قياديي التنظيم الإرهابي فروا باتجاه «البادية»، مبينة أن «داعش» لم يسبق أن أفرج عن أي من أسراها بهذه الطريقة، ومن المعروف كيف تعامل إرهابيوها على الدوام مع أسراهم، الأمر الذي يؤكد وجود صفقة، دلل عليها بيان التنظيم عقب انتهاء عملية سجن الصناعة بإعلانه عن نجاح هذه العملية، وبأن إرهابييه اليوم في مكان آمن.