مما لا شك فيه أن من أهم أسباب تميز وتقدم الكويت خصوصا منذ بداية الاستقلال وحتى ما قبل الغزو هو قبولها للآخر ومعاملة الكرام الوافدين كمواطنين وشركاء في نهضة وتنمية البلاد، فمنهم الخبير الدستوري عثمان خليل عثمان الذي ساهم بإعداد الدستور الكويتي، ومنهم مهندسو الطرق والمناطق، ومنهم مؤسسو الهيكل الوزاري في مختلف الوزارات، ومنهم من له دور بتأسيس الصناديق السيادية والاستثمارية، وأصحاب بصمات واضحة في تأسيس البنوك الكويتية، إضافة الى الهيكل العسكري بالجيش والشرطة، ومنهم أيضا في الفن والأدب مثل: زكي طليمات وحمدي فريد وطارق عثمان ببصماتهم التي لا تنسى في عالم الفن الكويتي، وغيرهم الكثير والكثير من له بصمات لكنها غير معلومة للعامة خصوصا في الكادر التمريضي، فهم بالوقت الحاضر أيضا بعين كل منصف الأغلبية من الصفوف الأولى التي واجهت جائحة «كورونا» إنصافنا أيضا بوجود العديد من المواطنين من بينهم.
وأتمنى أن تبقى الكويت كما هي تقبل بالآخر وتحفظ له حقوق الحياة الآمنة الكريمة له ولأفراد أسرته، وتوفر له كل ما يحتاجه لكي يبدع وينتج لهذه الأرض الطيبة المعطاءة الخيرة التي تحوي الجميع دائما من دون منة ولا تعقيد، فالوافد بالواقع مواطن يعيش معنا في هذا الوطن بعيدا عن الأوراق والمستندات، ويقدم للكويت كل ما يملك من جهد وخبرة، بالمقابل يجب على الدولة محاربة تجار الإقامات المتسببين بدخول نماذج سيئة من الوافدين والتي «يستعر منها» إخواننا الوافدون أنفسهم قبل المواطنين، فهناك من هم عبء على الدولة لأنها بلا حاجة وظيفية لهم ولا يملكون المؤهلات الحقيقية والخبرات، وهم أيضا بالواقع ضحية أوهام من قام بجلبهم للكويت فقط من أجل أخذ مبالغ مالية منهم، تاركهم لمصيرهم المجهول، فمنهم من يملؤون الشوارع من دون عمل ويملؤون صفحات الجرائم في الصحف وأخبار السرقات والتزوير والانتحار.. لأنهم بلا عمل!
[email protected]