- خلف: أغلى فستان صمّمته تجاوزت قيمته 96 ألف دينار والقطعة تستغرق من شهر إلى 6 أشهر.. وأميل للون الأبيض
دعاء خطاب
Doua_khattab
«حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، لعل هذه المقولة هي السر وراء قصة النجاح التي صنعها مصمم الأزياء خلف الشاب الكويتي الموهوب صاحب واحدة من أعرق دور الأزياء في الكويت «خلف هوت كوتور»، لم يكن طريقه ممهدا، لكن إصراره كان الشعلة التي أنارت دربه ويسّرت طريقه.
«الأنباء» التقت خلف وحاورته عن بداياته والصعوبات التي واجهها، وأبرز صيحات وألوان الموضة لعام 2022، وعن أغلى قطعة صممها ورأيه في تقبل المجتمع لامتهان الرجال مهنة تصميم الأزياء، وعلاقاته بمنافسيه، وافتتاح فرعه الثاني في الرياض، وطموحه للوصول إلى العالمية، ففتح لنا قلبه، موضحا انه لا يحب تكرار القطع، وانه يستغرق ما بين أسبوعين إلى شهر للانتهاء من التصميم «اليدوي»، ويفضل اللون الأبيض «للعرائس» رغم صعوبته، وأن أغلى سعر لفستان صممه بلغ 96 ألف دينار، كما تحدث عن التحديات التي واجهته في بدايته وكيف استطاع تخطيها.. وإلى تفاصيل الحوار:
أخبرنا عن بدايات رحلة علامة «خلف هوت كوتور»، وكيف توجهت إلى مهنة تصميم الأزياء؟
٭ بدأت المهنة منذ الصغر، فكان لدي شغف كبير، وكنت أردد دائما عبارة «أنا خلقت لأكون متميزا»، فكنت دائما أبحث عن أن أكون مختلفا، وبدأت مهنة التصميم في «ستايل» ملابسي الخاص بي، وبعدها توسعت الدائرة لتشمل الأهل والأصدقاء، ثم جذبني هذا المجال وأحببته كثيرا، ودرست وأصبحت «الديزاينر» الأول في الخليج، وبعد ذلك بدأت في تدشين علامتي التجارية، عقب درستي السوق جيدا، حيث إنني عملت مصمم أزياء في أكثر من مكان، وعندما اكتسبت الخبرة اللازمة بدأت تصاميمي وعملي يلقيان التقدير والإشادة، وكذلك درست «الفاشون» من «الخياطة» بداية من الفكرة وصولا إلى التنفيذ، ولدينا مسميات كثيرة في مهنتنا، فمثلا «الفاشون ديزاينر» يختلف على «الفاشون ستايلس»، وكذلك يختلف عن «الفاشون» العادي، وأنا من الذين يفكرون وينفذون ويطبقون على أرض الواقع.
قصة نجاح
لماذا فضلت الاعتماد على اسمك ولم تعتمد على اسم عائلتك عند بداية ظهورك؟
٭ لدي طموح كبير في أن يخلد اسمي في عالم الأزياء، ولم أرغب في أن يكون اسمي شيئا عاديا، فأعتمد على نفسي ثم اسمي، فأنا بدأت من الصفر دون الاعتماد على أي شخص، وأيضا عائلتي كانت ترفض هذا المجال نهائيا، وواجهت صعوبات كثيرة في بداياتي كان أبرزها رفض الأهل كما ذكرت، لكن في الأخير تفهمت عائلتي الوضع، والآن هي الداعم الأول لي.
ما الفترة التي تستغرقها في تصميم القطعة بداية من الفكرة وصولا إلى التنفيذ؟
٭ كل موديل وكل قطعة تحتاج إلى وقت، لأن كل العمل هو «شغل يدوي» بنسبة 100%، فنحن نصنع من لا شيء شيئا جميلا الكل يتمناه، ونحتاج بأقصى تقدير شهرا كاملا حتى نستطيع الوثوق في قطعة الملابس، وفي بعض الأحيان قد تصل هذه الفترة إلى 6 أشهر، وعلى سبيل المثال أنا حاليا أعمل على التحضير لفستان بقيمة 96 ألف دينار طلبت العميلة أن يترصع هذا الفستان بالألماس «الدايموند»، وهذا شيء مربك كثيرا وأيضا مخيف، وقد استعنت بعمالة خارجية لتركيب «الدايموند» بطريقة من دون تجريحه ومن دون أن يحدث له أي شيء، فالمبلغ التقديري لهذا الفستان حتى هذه اللحظة هو 96 ألف دينار، وللأمانة هذه هي المرة الأولى التي يطلب مني فيها تصميم قطعة ثمينة بهذا المبلغ الباهظ، فالشيء الذي يخيفنا في هذا الفستان هو «الدايموند» حتى إننا أخذنا معملا خاصا لتصنيع هذا الفستان فقط.
هل الفساتين والقطع القيمة يستخدمها الزبائن لمرة واحدة فقط أم يتم بيعها بعد ذلك في مزادات على سبيل المثال؟
٭ من الممكن أن تكون «الزبونة» أو العميلة، تعرض القطعة أو الفستان للبيع لدينا، وفي بعض الأحيان نقوم نحن بالاتصال على العميلة ونبلغها بأن هناك شخصا يسأل عن الفستان وإذا كنت ترغبين في بيعه أبلغينا بذلك، وذلك لأن لدي من كل موديل قطعة واحدة فقط، ولا أحب التكرار، وذلك لأن عملي كما ذكرت سابقا «هاند ميد» بمعنى الكلمة، وحتى لو طلبت العميلة تكرار قطعة معينة لا نفعل ذلك.
ما الخامات التي تعتمد عليها في تصاميمك؟
٭ في قانوني وتصاميمي لا توجد خامات، فأنا أتعامل مثلا مع الفساتين مثلما أتعامل مع الرسم والتحف الفنية، فعندما أقول «هاند ميد»، ذلك يعني أنه ليست هناك خامات أو أقمشة، فالأمر عبارة عن مقاسات يتم صنعها بالكريستال ويتم ترصيعه بـ «الشوارفسكي» و«الخرز السيلاني»، وهناك الكثير من العملاء أو «الزبائن» يطلبون مني الأقمشة نفسها، فأقول أنا لا أوفر أقمشة، أنا أوفر أزياء فقط.
أحدث الصيحات
ممَّن تستلهم تصاميمك، وهل تفضل اتباع خطوط الموضة العالمية؟
٭ دائما ما تلهمني المرأة العربية، واستلهم معظم تصاميمي منها، سواء في قصصها وحضارتها، وصعوبات الحياة التي كانت تمر بها سابقا إلى التطور الذي نشهده اليوم، ودائما تكون أغلب تصاميمي تستهدف المرأة العربية بالدرجة الأولى، أما بالنسبة للموضة العالمية، فأنا أقول إن الموضة العالمية ما هي إلا إبداع مصمم يجدها يخلقها ومن ثم تصبح موضة عالمية، فالمصمم هو الذي يصنع الموضة، وأنا دائما اتبع خط نفسي، وألواني وتصاميمي الخاصة، وأطلقها بين موسم وآخر.
ما الألوان التي تفضل استخدامها في تصاميمك، وما أحدث صيحة لـ 2022؟
٭ لا يوجد لون معين، فأنا أحب جميع الألوان، ولكن اللون الأبيض هو اللون الأقرب إلى قلبي، وذلك لأنني أجد الصعوبة في اللون الأبيض، وأنا أحب جدا الصعب، وكذلك اللون الأبيض الإبداع فيه قليل جدا، فهو لون صعب جدا كمهنة، أما عن صيحة 2022 في الألوان، فمن السهل الوصول لها ومعرفتها، في ظل تطور «السوشيال ميديا»، لكن أرى أن الألوان موضة عالمية يخلقونها لنجاح مصمم واحد، ولا أفضل أن نتبع خطوط الموضة بالألوان، لأن البشرة تختلف، فنرى أن هناك بعض الأشخاص لديهم «هوس الموضة والألوان»، ولكن هذه الموضة وهذه الألوان لا تتناسب مع بشرتهم، لذلك أقول إن اللون دائما نختاره على حسب الشخص.
قوة «السوشيال ميديا»
هل هناك امرأة معينة تود أن ترتدي تصاميمك؟
٭ المرأة التي كنت أرغب بشدة في أن ترتدي ملابس من تصاميمي، هي والدتي، رحمة الله عليها، أما باقي الأسماء فسهل الوصول لها.
تقوم بتصميم القطع من وحي خيالك أم تأخذ برأي زبوناتك؟
٭ المجموعة الخاصة بي تعكس شخصيتي وفكري الخاص، لكن عندما يتعلق الأمر بطلب إحدى «الزبونات»، لابد أن أجلس معها، حتى أعرف مقاساتها وعيوب الجسم، وكذلك الأشياء التي تريد إبرازها وأيضا لون البشرة، وفي الأخير أنا أعمل على أن تظهر في إطلالة مناسبة جدا لشخصيتها، حيث إنه لا يصح أبدا أن أجعلها ترتدي قطعة ملابس لدي غير لائقة عليها، ولذلك دائما نستمع لآراء «الزبائن» لمعرفة ماذا يفضلون وما شخصياتهم.
هل تؤمن بأن «السوشيال ميديا» لها دور مهم في التسويق والانتشار، أم ان الاسم الناجح يغني عن ذلك؟
٭ «السوشيال ميديا» أصبحت «بحرا»، وكلما ذهبنا ونزلنا به اكتشفنا أشياء كثيرة، وأرى أنها وسيلة للانتشار، ولكن ليس أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك من خلالها.
المشاريع المقبلة
برأيك ما الذي يحدد قوة اسم المصمم، هل هو عدد الزبائن أم الأسماء التي يتعامل معها؟
٭ اسم المصمم كلما كان قويا أصبح هو «البراند» أو «العلامة التجارية» التي يتهافت عليها الجميع، فمثلا عندما تأتي «عروسة» إلي وتوقع العقد وتقوم بتصوير العلامة التجارية الخاصة بي، فأنا أرى أن هذا في حد ذاته قوة كبيرة وليست صغيرة، ولذلك فنحن أقوياء وقادرون.
نبارك لك افتتاح فرعك الجديد في الرياض، هل ترى أن السوق يختلف عن الكويت؟
٭ الشعب السعودي له كل الاحترام، كما أن السعودية هي نصفي الثاني التي لا استطيع الخروج منه، فالشعب السعودي صاحب ذوق صعب، لأنه يفضل «الكلاسيك»، وكذلك ذوقه راق جدا، ولذلك هناك صعوبة وتخوف، ولكن إن شاء الله استطيع أن أثبت نفسي هناك.
ما الحكمة التي ترفعها دائما كشعار في حياتك؟
٭ الحكمة التي أرفعها في حياتي وأرددها طوال الوقت هي «لا أحد يستحق الشفقة سوى نفسك»، فلابد للشخص أن ينظر لنفسه دائما على أنه لم يفعل شيئا، ولابد أن يسعى دائما لتطوير نفسه، وهذه ليست أنانية ولكن لابد أن يعمل كل شخص على دفع نفسه إلى الإمام حتى يستطيع تحقيق الإنجاز والوصول إلى طموحه مهما كانت الهواية أو العمل الذي يمتهنه، وهناك مقولة أخرى أحبها كثيرا وتقول «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، فالإنسان بلا عمل هو إنسان بلا حياة.
ما الخطوة التالية لعلامة «خلف هوت كوتور»؟
٭ الخطوة التالية هي الانتشار العالمي بإذن الله، وأتوقع أن يحدث هذا في أواخر عام 2022، وبدأنا من الكويت وانطلقنا إلى المملكة العربية السعودية، وبعدها سنتواجد في دول عربية أخرى، وفي الأخير نصل إلى العالمية.
في إحدى الفعاليات الخاصة بالأزياء تم إطلاق لقب «زهير مراد الشرق» عليك؟
٭ هذا شيء يشرفني، وأنا سعيد جدا بهذا الأمر، لأنه في النهاية زهير مراد هو كنز بالنسبة لنا لا يقدر بثمن، وأتمنى أن أصل إلى ما وصل إليه، وبإذن الله طموحي يتحقق.