قال الله تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) سورة الحج: 8. المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة، أنها نزلت في النضر بن الحارث من بني عبد الدار، وعليه أغلب المفسرين، وقد قيل: نزلت فيه بضع عشرة آية؛ وذلك أنه أنكر البعث والنبوة، وكان من قوله: «الملائكة بنات الله»، تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا، فهو ـ أي النضر ـ قد زعم ما قاله بغير بيان معه لما يقول ولا برهان، وبغير كتاب من الله أتاه لصحة ما يقول، وإنما يقول ما يقول من الجهل ظنا منه وحسبانا، بلا عقل صحيح، ولا نقل صريح بل بمجرد الرأي والهوى، وهذا حال الضلال الجهال المقلدين في كل زمان ومكان، فتراهم يهرفون بما لا يعرفون، ويقولون ما لا يفقهون، فساء ما يصنعون.