أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتل زعيم ما يسمى تنظيم «داعش» ولقبه «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي» في غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية في محافظة إدلب شمالي غرب سورية في وقت مبكر من امس.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض إنه «بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة فقد أطحنا بزعيم (داعش) أبوإبراهيم الهاشمي القرشي»، مشيرا إلى عودة جميع الجنود الأميركيين المشاركين في العملية «بأمان». وأضاف في بيان ان عملية سورية أزاحت زعيم التنظيم الإرهابي «من ساحة المعركة».
وقال الرئيس الأميركي: «بتوجيهات صادرة عني، نفذت القوات العسكرية الأميركية في شمال غرب سورية بنجاح عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائنا ولجعل العالم مكانا أكثر أمانا».
ونشرت صفحة البيت الأبيض على موقع تويتر صورة لبايدن وبجواره نائبته كامالا هاريس وفريقه للأمن القومي وهم يتابعون «عملية إزاحة» زعيم داعش.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، أعلنت ان القوات الخاصة نفذت امس عملية إنزال جوي نادرة في شمال غرب سورية بحثا عن مسلحين، في عملية وصفها الپنتاغون بـ «الناجحة»، وأسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 13 شخصا على الأقل بينهم 7 مدنيين.
وأوردت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) في بيان امس «نفذت القوات الأميركية الخاصة بإمرة القيادة المركزية الأميركية مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سورية». وقالت إن «المهمة كانت ناجحة ولم تسجل خسائر» في صفوفها.
وتعد العملية، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، الأكبر منذ العملية التي نفذتها واشنطن في 27 أكتوبر 2019، وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي.
واستهدفت العملية وفق «فرانس برس»، مبنى من طابقين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وقد تضرر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
أطلقت مكبرات صوت الهليكوبتر تحذيرات باللغة العربية للنساء والأطفال داخل المنزل لإخلائه، واندلعت معركة، حيث انطلقت قذائف صاروخية ونيران أخرى من المنزل والمباني المحيطة نحو الأميركيين.
وعانت إحدى المروحيات الأميركية خلال العملية من مشكلة ميكانيكية وأجبرت على الهبوط، ثم دمرتها الطائرات الهجومية الأميركية.
ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد ما وصفه أحدهم بالهدف «عالي القيمة»، في انتظار تحليل الحمض النووي، لكنهم قالوا إن الإدارة قد تصدر إعلانا عن العملية.
وأفاد سكان في المنطقة بحسب «فرانس برس» عن سماع دوي قصف وطلقات نارية. وانتشرت أنباء عن استهداف العملية قياديا كبيرا في تنظيم القاعدة.
وتضم منطقة أطمة العديد من مخيمات النازحين المكتظة. ويقول خبراء إن قياديين مسلحين يتخذون منها مقرا يتوارون فيه.
وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة طالبا عدم نشر هويته إن القيادي الذي يشتبه بأنه المستهدف كان مع أسرته وقت شن الغارة.
وأضاف، أفراد أمن من هيئة تحرير الشام، وهي جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غرب سورية، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.
وقال أحد سكان المنطقة لـ «عنب بلدي»، والذي يبعد منزله عن المكان المستهدف أقل من 100 متر، إن الاستهداف لم يبدأ حتى قدمت طائرات الهليكوبتر، وانتشرت القوات الأميركية على الأرض، وبدأوا بالنداء على امرأة لتسليم نفسها، ليستمر بعدها إطلاق النار لمدة نصف ساعة. وتابع أنه بعد انتهاء العملية فجرت المرأة نفسها بحزام ناسف وقتل في البيت نفسه رجل وطفل والعديد من الجثث.
كما قال سكان من المنطقة، لوكالة «أسوشيتيد برس»، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام بعد الغارة، إنهم رأوا أشلاء متناثرة حول المنزل في قرية أطمة، والتي قالوا إنها شملت طائرات هليكوبتر وانفجارات ونيران مدافع رشاش.
وأظهر مقطع فيديو صوره أحد السكان بحسب «رويترز» جثث طفلين ورجل وسط أنقاض مبنى في الموقع.
وأظهرت مقاطع أخرى منقذين يحملون ما بدا أنها جثة صغيرة ملفوفة في غطاء بلاستيكي أبيض إلى سيارة إسعاف. وكانت أكياس جثث أخرى محملة في السيارة.
وبحث المنقذون الذين كانوا يضعون أضواء كاشفة على رؤوسهم عن جثث وسط أنقاض مبنى تعرض للقصف بين كتل الخرسانة ولعب الأطفال وملابس النساء. واحترق مطبخ واسودت جدرانه وتدلت نوافذه من إطاراتها وأذابت الحرارة أجزاء من أدوات بلاستيكية.