شيء جميل ورائع عندما احتفت 11 جهة باللاعب المبدع الخلوق الناشئ محمد العوضي تقديرا من هذه الجهات لانسحابه من مواجهة اللاعب الصهيوني خلال بطولة التنس الدولية للمحترفين تحت سن 14 عاما، والتي أقيمت في دبي، وذلك بعد تأهل اللاعب المبدع للدور النهائي.
وقد احتفلت جمعية الإصلاح مشكورة وتفضل رئيس الجمعية وقال إن انسحاب البطل محمد العوضي يتزامن مع مواقف الكويت والقيادة السياسية في رفضها للتطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا الموقف يدل دلالة واضحة على أخلاق هذا اللاعب محمد العوضي وتربيته الصالحة من قبل والديه وأهله جميعا، وضحى بالميدالية الذهبية في سبيل قضيتنا الأولى وهي قضية فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى والأمم تبنى بسواعد أبنائها المخلصين والشباب هما عماد الوطن وحصنها المنيع وعدتها لمواجهة تقلبات الزمن وقدر القادرين، ولا بد علينا أن نغرس في شبابنا الواعد الولاء والانتماء لهذا الوطن لأن الولاء والانتماء لا يشتريان ولا يباعان، فقدرنا أن نحاط بأعداء يتربصون بنا، ولا بد أن نحصن جبهتنا الداخلية وبشبابنا الغالي فبعض شبابنا للأسف مغرر بهم بفعل أصحاب الأجندات ومبشري الثورات.
نعم شبابنا فيهم من غرر به وصار صوتا له صدى بما يسمعه وما يردده دعاة التفسخ ومقاتلو الميكروفونات، ولا بد أن نلتفت إلى شبابنا ونغرس فيهم الولاء للوطن والإيمان بقيم المواطنة ونسد الثغرات في صفوف شعبنا حتى لا يلج منها دعاة التشرذم وأرباب الفرقة، فرعاية شبابنا تتطلب منا أن نلتفت اليهم نزودهم بما يحتاجون إليه من علم ومال ونسهل عليهم طلب العلم ونسهل لهم الاستقرار النفسي بتوفير وظيفة لهم فور تخرجهم بدلا من انتظار الطابور الطويل لسلم العاطلين، فشبابنا عدتنا لمواجهة الملمات ودرع الكويت وسيفها الذي سيذود عنها عندما تتعرض للخطر، لا سمح الله، فماذا أعددنا لهؤلاء الشباب، كيف يعيشون وما الذي يشغل بالهم والمعاناة التي تعتصرهم؟ فشبابنا عدتنا وإن أحسنا رعايتهم ووفرنا لهم سبل العيش الكريم والسكن المناسب نجيناهم من كل شر، وإن تركناهم لمن يملك الوسائل المسيطرة عليهم بالمال والجاه ومخاطبة الغرائز فإننا نفرط في سلاحنا وذخيرتنا، فهل المال يبني الأمم ويبعث نهضتها وحده؟ لا والله فالمال وحده ليس كافيا للبناء والنهضة إنما نهضة الشعوب تقوم على سواعد شبابها فهم شريان الحياة للكويت ومعينها الذي لا ينضب وحماة عرينها ونوصي رجال الدين والإعلام بالالتفات إلى الشباب وحثهم على اتباع تعاليم الإسلام والابتعاد عن كل شيء يغضب الله عز وجل وطاعة الوالدين واحترامهما.
قال الشاعر:
حيّوا الشباب الحر يحييه الأمل
قد لوّن التاريخ فخراً بالعمل
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل مكروه، وندعوك أن تنقشع هذه الغمة وهذا الوباء والبلاء من الكويت وجميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]