قصتك أيها الطير المشفّع ليست هي القصة التي يرويها أحدهم من غير برهان وإنما كنا شركاءك في تلك «الغصة» بدءًا من أسرتك حتى العالم بأسره.. كنا شركاءك داخل هذه البئر المرعبة.. كنا معك وأنت تلفظ أنفاسك بشعور الألم، ألم الوحدة وألم الوحشة. كنا معك في هذه البئر الداكنة التي منعتنا من المجيء إليك في نفس الطريق الذي نزلت به.
أيام ونحن نترقب الأخبار السارة لعلك تخرج من هذا الكرب إلى عالم ينتظر منك أن تراه «كيف» كان منكسراً حيال كسرك وباكياً عند بكائك.. كان ينتظر منك أن ترى الإنسانية التي نشرتها من غير كلم أو إشارة.. كنا نتمنى أن ترى «كيف» جعلت الأمة المتفرّقة موحّدة أمام الكرب الذي ألمّ بك.
ولكن شاء القدر أن يجعلك بطلا لرواية يوسف؛ منكسراً في بئر وحدك لتملك قلوب العالم من غير مُلكٍ.
وأخيراً يا ريان، كنت الحلقة الأضعف في نفوسنا والأقوى في إعطائنا درساً لن ننساه وهو الوجع الذي سيلازمنا في هذه الدنيا الفانية، وجع الحياة ووجع الموت.