انتشلت السلطات المغربية مساء امس الأول جثة الطفل ريان الذي كان قد سقط في بئر عميقة شمالي البلاد قبل خمسة أيام، بعد محاولة شهدت جهودا كبيرة لإنقاذه.
ورغم ندرة تلك الحوادث، فقد رُصد عددمنها حول العالم خلال السنوات الأخيرة.
ففي ديسمبر 2018 في الجزائر، كان شاب ثلاثيني يدعى عياش قد سقط في بئر قديمة يصل عمقها إلى 100 متر بينما لا يتجاوز قطرها 35 سنتيمترا.
وظل عياش محاصرا في تلك البئر مدة أربعة أيام، قضى أول يوم منها دون أن يفطن أحد إلى سقوطه حتى سمع طفل صراخه.
وعلى غرار عملية إنقاذ الطفل المغربي ريان، شرع العاملون في الدفاع المدني الجزائري في الحفر حول البئر حتى الوصول إلى المكان العالق فيه عياش الذي لم يستطع العيش في مكانه أكثر من أربعة أيام بينما استمرت أعمال الحفر تسعة أيام حتى وصلت إلى جثة الهدف.
وفي يوليو 2018 في تايلند، كان الكثيرون حول العالم يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون عملية إنقاذ 12 طفلا هم فريق كرة قدم حوصروا في كهف رفقة مدربهم.
وكان الفريق يتفقد الكهف عندما انهمرت عليه مياه الفيضانات وسدت مخارجه ليحبس الفريق في المكان 17 يوما. وقد شارك في عملية الإنقاذ 90 غواصا، بينهم 40 من تايلند، والباقي من دول أخرى.
وفي أكتوبر من عام 2010، نجحت عملية إنقاذ واسعة لـ 33 من عمال مناجم في تشيلي ظلوا عالقين 69 يوما تحت الأرض في منجم سان خوسيه الذي انهار عليهم.
وكان وزير المناجم التشيلي آنذاك قد قال بعد سبعة أيام من حدوث الانهيار: إن فرص العثور على العمال أحياء «ضئيلة جدا».
لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار، واصل رجال الإنقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة أصبحت شهيرة «نحن بخير جميعنا الـ33 في الملجأ» تحت الأرض.
وجرت عملية الإنقاذ باستخدام كبسولة معدنية أنزلت إلى المنجم عبر بئر حفرت خلال 33 يوما، لإخراج العمال العالقين واحدا بعد الآخر. وكان صعود الكبسولة يستغرق 15 دقيقة، بيد أنه مع تحضير كل رحلة يتطلب الأمر نحو ساعة لصعود كل عامل إلى سطح الأرض.
وفي يونيو 2020 في جزيرة بالي الإندونيسية، كان شاب بريطاني يدعى جاكوب روبرتس، قد سقط في بئر أثناء فراره من كلب كان يطارده.
وكان عمق البئر هذه المرة يبلغ أربعة أمتار، وقد انكسرت ساق روبرتس لدى سقوطه فيها فلم يستطع مبارحتها مدة ستة أيام كاملة. وقد استعان الشاب ذو الـ29 ربيعا بقليل من الماء كان في قاع البئر للبقاء على قيد الحياة.
وساق القدر إحدى المواشي لترعى حشائش على مقربة من البئر وكان صاحبها يبحث عنها، وهنا جعل روبرتس يصيح مستغيثا حتى سمعه المزارع وتم إنقاذه.
واستعان القائمون على عملية إنقاذ روبرتس برافعة لانتشاله من البئر قبل نقله إلى المستشفى.
وفي يوليو 2018، تمكن فريق إنقاذ في مرتفعات اسكتلندا من انتشال طفل يبلغ من العمر تسع سنوات كان قد أصيب في أحد الكهوف المطلة على بحيرة أثناء رحلة استكشافية.
واستعان فريق الإنقاذ في مهمتهم، التي صعبتها وعورة المكان وضيق مساحته، بمروحية تابعة لخفر السواحل.
وفي يناير من عام 2016 عثرت السلطات في إقليم شانغدونغ شرقي الصين على أربعة أحياء فقط من بين 17 من العمال بأحد المناجم كانوا قد حوصروا 36 يوما تحت الأرض.
وكان انهيار في المنجم قد حاصر العمال. وقد انتحر رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة للمنجم بعد الحادث بأيام.
وفي الصين أيضا وتحديدا في مدينة باوتو الشمالية، وفي شهر مايو 2016 تمكنت السلطات من إنقاذ طفل كان قد سقط في حفرة ضيقة عمقها ستة أمتار.
وقد تدلى أحد عمال الإنقاذ برأسه داخل الحفرة بينما أمسك زملاؤه بقدمه حتى جلب الطفل بيديه قبل أن يسحبهما هؤلاء الزملاء ويرسل الطفل إلى المستشفى للعلاج. ولم تستغرق عملية الإنقاذ هذه سوى 15 ثانية.