بقلم: دكتور حسن عاشور
كل العالم من مختلف البلدان العربية والغربية تابع عن كثب وقلق وأمل خلال قرابة ١٠٠ ساعة من لحظة وقوع الطفل ريان، ذي الـ 5 سنوات من المغرب، في بئر مهجورة.. كانت ساعات عصيبة على أمه و أبيه وكل من تعاطف مع الحادثة التي كادت تكون فرحة وتكتمل بتخليصه من البئر ولكن توفاه الله بعد إنقاذه.
حادثة ريان تحولت وانتقلت من حادثة عرضية إلى حالة تستوجب التأمل فيها، فالبئر التي هوى فيها ريان موجودة بمستقبل كل طفل يكون ضحية فشل عدالة النظام الاجتماعي أو التعليمي.
هذه البئر الغامضة المظلمة الموحشة التي لا هروب منها ولا تقدم للأمام فيها.. تنتظر كل طفل لا يحصل على البيئة الآمنة له،
وتنتظر كل طفل يكون ضحية الصراعات والحروب والاقتتال الذي تديره الدول المتنفذة لتحقيق مصالح جيوسياسية.
وليعيش ألف ريان، وليعيش ملايين من نظراء واخوة ريان على امتداد العالم العربي، يجب أن يتم إصلاح الخلل الذي يعبث في مستقبل أطفالنا و كل من يسعى لإخماد ولادة ضوء الأمل والاحلام وصقل شخصياتهم وحريتهم وأمنهم وأمانهم من أجل مصالحه الشخصية.
ريان الذي وحّد أفق المحبة والتعاطف بين مختلف شرائح الشعوب، هو ايضا عرّى أفق الإعلام المسيس والمزدوج بالتناقضات والذي يسلط الضوء على قضية انسانية ويهمل المئات منها و لو كانت أشد حزنا وظلما.
لروحك السلام يا ريان…