كان يفترض في وسائل التقنية الحديثة أن تأتي بمخرجات إنتاجات وأدوات فنية حديثة تخدم الإنسانية في النواحي العلمية الفنية الطبية وتخدم في صناعة الإنسان، في جوهره وعلمه وأخلاقه ونظرته إلى الحياة.
إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وصلت في بعض استخداماتها إلى قاع الانحطاط من الغزو الفكري وغسل الأدمغة التي تتحول إلى سموم تتغذى عليه عقول الشباب، والأمر الذي لا منفعة به ولا تطوير لمهارات الفرد أو بناء لقدراته.
فبادئ ذي بدء تعلمنا من الحياة أن مقابل كل خير، شر ولكل شيء الجانب الإيجابي والجانب السلبي منه، إلا أنه عندما تطغى الجوانب السلبية على منفعة الشيء واستخدامه فالأفضل اجتنابه ودرء مضاره.
هذا هو الحال مع التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إدماني مستمر، فلم يعد هناك وقت مخصص لاستعمال الهاتف ولا ساعات مخصصة يفرغ فيها الفرد من مهامه اليومية حتى يملأ وقت فراغه بمطالعة الهاتف وإنما تغير الحال إلى إدمان مستمر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وطرق البث الحديثة التي تسمم عقول المراهقين والشباب والجيل الجديد بالأفكار الخارجية الدخيلة المنسلخة عن عاداتنا وثقافاتنا وأخلاقنا وما نشأنا عليه، بل يكاد الفرد يلتصق بالهاتف كما لو يود أخذه إلى أي مكان خاص له.
وإن مطالعة الهواتف استطالت إلى ترسيخ مفاهيم جديدة لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة وتغزو أفكار الجيل الجديد من التشبه بالدول الغربية بسلوكهم وأفكارهم وتحررهم البعيد عن الدين.
الأمر الذي يستدعي ضرورة الإشراف الأسري والتربوي على ما تتم مطالعته من قبل المراهقين وأن يشغلوا أوقات فراغهم بما هو جيد وبناء للقدرات والمواهب البشرية والانضمام إلى العمل التطوعي لخدمة البلاد.
وترشيح هذه الموارد البشرية في خدمة المجتمع المدني بدلا من أن تستنزف في فراغ لا جدوى منه وأفكار غريبة لا تمت لمجتمعنا بصلة.
وهناك دور يقع على عاتق هيئة الشباب والرياضة، وهو أن تقوم باحتواء واستيعاب الطاقات الشبابية وتقديم المبادرات الرياضية والمسابقات والأفكار التي تشغل الشباب فيما هو فاعل وبناء والعمل على ترسيخ الجهود الوطنية المبذولة لجعل هذه الجهود متضافرة لتعلية البلاد وتطويرها والقدوم بمحتوى جديد هادف وبناء.