يتجه العالم تدريجيا إلى مرحلة «التعايش مع فيروس كورونا»، فيما بدأت بعض الدول الأوروبية في الإلغاء التدريجي للإجراءات الاحترازية، وسط احتجاجات في بعض الدول للضغط من أجل إلغاء اجراءات «كوفيد-19».
فقد ألغت ولاية نيويورك، اعتبارا من امس، إلزامية وضع الكمامة في الأماكن المغلقة، خصوصا في المتاجر والمطاعم والشركات، وفق ما أعلنت حاكمة الولاية الديموقراطية كاثي هوكول، في وقت يسجل عدد الإصابات بـ «كوفيد-19» في الولايات المتحدة تراجعا كبيرا.
وأوضحت هوكول أن إلزامية وضع الكمامة ستبقى سارية في المدارس حتى مارس، على أن تعود إلى البلديات وبينها بلدية مدينة نيويورك، وإلى المتاجر مسألة فرضها على موظفيها وزبائنها.
وبعدما كانت ولاية ومدينة نيويورك عام 2020 بؤرة الوباء مع تسجيل المدينة وحدها 38 ألف وفاة على الأقل خلال عامين، أشادت هوكول بمؤشرات صحية «تتراجع»، وقالت «إنه مشهد رائع (...) لم ننته بعد لكن الاتجاه جيد جدا وهذا ما يجعلنا نفكر من الآن فصاعدا بمرحلة جديدة للجائحة».
وتحذو ولاية نيويورك بذلك حذو ولايات أخرى يحكمها ديموقراطيون، وسبق أن أعلنت تدابير مماثلة منذ الاثنين، على غرار كاليفورنيا ونيوجيرسي وكونيتيكت.
أوروبيا، أظهرت بيانات من معهد «روبرت كوخ» لمكافحة الأمراض أن معدل ارتفاع الإصابات اليومية بفيروس كورونا في ألمانيا يتباطأ، مما يشير إلى أن الموجة الرابعة من الجائحة يمكن أن تتلاشى قريبا.
وسجلت ألمانيا 247862 إصابة جديدة امس، بزيادة نسبتها 5% عن نفس اليوم الأسبوع الماضي.
وأعلنت ولايات اتحادية عديدة في ألمانيا تخفيف القيود التي تفرضها للحد من الجائحة مع تلاشي المخاوف بشأن العبء الذي قد يضعه متحور أوميكرون على نظام الرعاية الصحية.
وفي المملكة المتحدة، قال مكتب ولي العهد البريطاني الأمير تشالز إن الفحوص أثبتت إصابته بـ «كوفيد-19» للمرة الثانية.
وأوضح انه «ثبت بالفحوص امس إصابة أمير ويلز بـ «كوفيد-19» وهو الآن في العزل الذاتي».
كان الأمير تشالز (73 عاما) قد أصيب بفيروس كورونا في مارس 2020، وقال في وقت لاحق إنه عانى من أعراض خفيفة فحسب. وقضى سبعة أيام في العزل الذاتي في مقر إقامته في بيركال في اسكتلندا قبل أن يعود لاستئناف واجباته.
في هذه الاثناء، وصف خبير بريطاني إلغاء رئيس الوزراء بوريس جونسون لقيود العزل الذاتي المرتبطة بكورونا بأنه «بيان سياسي أكثر من كونه يستند إلى العلم».
وقال البروفيسور تيم سبيكتور، الذي يدير «دراسة زوي كوفيد» في كلية لندن الملكية، ان الحكومة تهدف لإظهار أن بريطانيا هي أول دولة تخرج من الوباء، معتبرا أن هذا «إجراء غير مسؤول، حيث لاتزال الإصابات عند نحو 200 ألف حالة يوميا».
من جهتها، قررت شرطة باريس، منع محتجين يطلقون على أنفسهم اسم «قافلة الحرية» من تنظيم احتجاجات في المدينة بين 11 و14 الجاري.
وظرت الشرطة مسيرة لسائقي الشاحنات ضد القيود المرتبطة بفيروس كورونا، والتي انطلقت قوافل للمشاركة فيها بالفعل في بعض المدن الفرنسية.
ولحماية النظام العام، أعلنت الشرطة حظر الاحتجاجات وعمليات غلق الطرق المخطط لها في عطلة نهاية الأسبوع بناء على مظاهرات مماثلة وقعت في كندا.
وحذرت الشرطة إنها يمكن أن تتخذ إجراءات صارمة إذا تجاهل الناس الحظر، وقالت «سوف يواجه أي مخالفين غرامات كبيرة، وسيتم سحب سياراتهم وإدراج ذلك في ملفها».
أما في آسيا، خففت كوريا الجنوبية قيود الحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا على الرغم من تزايد أعداد الإصابات، وذلك لتخفيف العبء على نظام الرعاية الصحية.
ويتعين الآن على المصابين بالفيروس الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما ويعانون من أعراض خفيفة أو بدون أعراض مراقبة حالتهم الصحية مع الخضوع للعزل الذاتي في المنزل، بينما تركز السلطات على حالات المصابين الأكبر سنا أو من يعانون من مشكلات صحية.
إلى ذلك، قال البروفيسور توليو دي أوليفيرا، أستاذ المعلوماتية الحيوية، الذي يدير معاهد تسلسل الحمض النووي، ويعمل مستشارا للحكومة في جنوب أفريقيا بشأن الوضع الوبائي، إن المتحور الفرعي من متحور أوميكرون «بي.إيه 2» أصبح يمثل نحو 100% من حالات إصابة كورونا الجديدة في البلاد.