يوم الجمعة الماضي العاشر من رجب 1443هـ، الموافق 11 فبراير 2022م، احتضن ثرى الكويت بحنانه جسدا طاهرا، شهد له جميع من عرفه بجميل صفاته وهو العالم الفلكي الجليل صالح محمد العجيري، والشهير بالعجيري بعد رحلة عطاء حافلة امتدت إلى 102 عام، رحل مطمئنا بدعوات الناس له، جزاء ما قدمه للإنسانية من حساباته الفلكية، دقة ووضوحا، وقياسا وأساسا للمواسم والأيام، بشهورها ودهورها أعدادها لعشرات السنين، لم تتخلف مواعيدها عما وضعه، غلف كل ذلك طبيعته وأطباعه البسيطة المتواضعة للقاصي والداني ممن زاملوه، وعاصروه كعالم فلكي، ورفيقا لأصحابه ممن سبقوه «لدار الحق»، ومن تبقى معه حتى وفاته «المئوية»، رحمة الله عليه، وللقليل منهم هذا الزمان على قيد الحياة من جيله الذهبي.
وستبقى وصيته الوفية لأهل ديرته ووطنه الإسلامي والعربي وللعالم الإنساني الواسع، «استوصوا خيرا بالكون الرباني الجميل المبدع وتنافسوا لإعماره، وتحاشوا دماره» وعبر عن كل ذلك بدقة حساباته لما تركه لأهله وأصحابه علماء وعامة عن تغيرات تحدث في البيئة والطبيعة من تغير ملامحها، فلا تتركوها للدمار بل الإعمار.
عظم الله أجركم يا أهل الكويت بالفلكي الذهبي بومحمد العجيري، وللوطن العربي والإنسانية كافة، وليكن منهاجا دراسيا للأجيال لما تركه من ثروة فلكية لا يلفها النسيان، مأواه جنة النعيم بشفاعة نبينا الأمين لخالقنا العظيم و(إنا لله وإنا إليه راجعون).