«قد بلغت من الكبر عتيا، أنا رجل جئتكم من الماضي من مستهل القرن العشرين، جاوزت الـ 96 من العمر، أرى بعين واحدة، وأسمع بأذن واحدة، وأمشي على قدم واحدة والحمد لله على آلائه ونعمه».
بتلك الكلمات وبعد البسملة والصلاة على سيدنا وحبيبنا محمد، استهل فقيد الكويت والأمة الإسلامية العالم الفلكي العم صالح محمد العجيري لقاءه معنا في ديوان الدرباس في 15 مارس 2016.
لم أكن أعرف من أي زاوية سأكتب عن العم صالح العجيري فحياته مليئة بالدروس والعبر.
ولكنني لا أنسى ذلك اللقاء الذي جمعنا بهذه المدرسة الفريدة، رحمه الله، والذي روى لنا خوفه من علم الفلك في بداياته، وكيف واجه ذلك الخوف مع تأكيده على دور والده في مساعدته لمواجهة ذلك الخوف.
الباحث في سيرة العم صالح العجيري، رحمه الله، يجد شغفه للعلم، وحرصه على اكتسابه، والسفر والسعي للحصول عليه منذ بداية الأربعينيات حتى حصل على شهادة علمية في علم الفلك.
ومن شدة حبه لعلم الفلك، اشترى في الستينيات أرضا في الأندلس، وقام ببناء مرصد العجيري على نفقته الخاصة، تعلم وعمل وعلم وثابر حتى اصبح عالما من علماء الفلك، رمزا من رموز العلم وعميدا لعلماء الفلك في العالم.
العم صالح العجيري اتفق على حبه أهل الكويت باختلاف طوائفهم واتجاهاتهم، وذلك لتواضعه وأخلاقه الرفيعة وحرصه على نشر العلم والرد على كل معلومة واستفسار.
رحل وهو يرينا تطبيقا حقيقيا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».
رحم الله فقيد الكويت، رحم الله قدوة العلم والعلماء، رحم الله رمز الفلك، فقد أفل نجم من نجوم الكويت المضيئة.
[email protected]
Al_Derbass@