تتقلص الفرص شيئا فشيئا أمام الطلبة في توفير حياة مستقرة لما بعد الدراسة، وفي ظل تصريحات عديدة بعدم أحقيتهم في المكافأة الجامعية التي في غالب الأحيان لا تغطي سوى نصف الاحتياجات المادية.
مطلوب من الطالب الجامعي إعالة نفسه ذاتيا في ظل أزمة الغلاء المعيشي للحاجات الضرورية في الكويت، فهو في سنّ يصعب عليه طلب الأموال من والديه بشكل مستمر، ولا يحق له - وفق القوانين الحالية - الجمع بين الدراسة والوظيفة أثناء المرحلة الجامعية.
بعد تخرج الطالب عليه مواجهة أزمة أخرى، وهي الخبرة العملية للتقديم على شركات القطاع الخاص، أو البداية في مشروع تجاري صغير أو مشترك، الأمر الذي يجعله في حدود ضيقة إن توافرت له بعض العلاقات أن يعمل في شركة أحد أقاربه متطوعا لكسب هذه الخبرة.
ماذا لو جعلنا الحرم الجامعي هو المأوى والملاذ للطالب أثناء دراسته، ووفرنا له فرصا وظيفية داخل هذا الحرم بما يتناسب مع احتياجاته ومن خلال ضمان الحد الأدنى من الأجر مقابل هذا العمل؟ الوظائف التي من الممكن أن يعمل بها الطالب في الحرم الجامعي كثيرة، فمن صانع القهوة ومعد الطعام في المقاهي إلى مراكز الطباعة والتصوير والتصميم والتغليف لخدمة الطلبة وصولا لمساعدي المكتبة والقرطاسية وغيرها من الأنشطة التي يشغلها المستثمرون بشرط توظيف الطلبة فيها بدلا من العمالة الوافدة، وهذا الأمر تستطيع إدارة الجامعة أن تلزم به أي مستثمر في حرمها.
إن فكرة كهذه جديرة بخلق جو صحي للطالب في بيئته الدراسية، وتجعله أهلا لكسب الخبرة أو ادخار مبلغ مالي يمكنه من العيش أو الاستثمار بعد التخرج.
انتماء الطالب لجامعته هنا سيتعدى كونها مصدرا للتعليم إلى مصدر للحياة، وهو ما نراه في الكثير دول العالم، بحيث نرى مخرجاتهم قادرة على التكييف السريع مع طبيعة الوظيفة الجديدة أو ممارسة هواية ما وكسب العيش منها.